https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

بعد عرض «لام شمسية».. كيف نحمى أبناءنا من “اللعبة السرية”

141

بعد أن كشف مسلسل «لام شمسية» عن جانب مظلم من مجتمعنا، حيث قصص التحرش بالأطفال التي تمس قلوبنا وتؤرق ضمائرنا، أصبح لزامًا علينا أن نتحرك، وأن نكثف جهودنا لحماية أطفالنا من هذا الخطر المحدق، لم يعد الأمر مجرد قصص تليفزيونية، بل واقعًا مريرًا يتطلب منا وقفة جادة ومسئولية، فى السطور التالية نستعرض سويًا طرق الوقاية الفعالة التي يمكن بها حماية أطفالنا من براثن التحرش، ونبني لهم حصنًا من الأمان فى عالم قد يكون قاسيًا.

كتبت : مروة علاء الدين

التفكك الأسري
وفى هذا السياق، تحدث الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن غياب الرقابة الأسرية والتفكك المجتمعي من أبرز أسباب انتشار حوادث الاعتداء على الأطفال، وكثير من الأسر تفتقر إلى الوعي الكافى بأساليب التربية التي تحمي الأطفال من هذه المخاطر، ما يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال.
بناء الثقة وتعليم الحدود
وتؤكد أخصائية الصحة النفسية وتعديل السلوك، أمنية أبو عمارة، أن حماية الطفل تبدأ من المنزل، وذلك عبر:
-بناء الثقة بين الأهل وأطفالهم، بحيث يشعر الطفل بالأمان عند الحديث عن أي موقف غير مريح يتعرض له.
-تعليمهم أسماء أجزاء جسدهم الصحيحة، ليكونوا أكثر وعيًا بأي محاولة انتهاك.
-عدم إجبارهم على التقبيل أو العناق إذا لم يكونوا مرتاحين لذلك.
-ترسيخ قاعدة «لا للسرية»، بحيث يعلم الطفل أن أي طلب بإخفاء شيء يخص جسده هو أمر خطير.
-الابتعاد فورًا عن أي شخص يحاول إيذاءهم، مع تعليمهم متى يصرخون ويهربون.
الإشارات التحذيرية
ومن جانبها، توضح الطاهرة عمارى، الاستشاري النفسي ومدرب تعديل السلوك والتربية الجنسية للأطفال، أن هناك علامات قد تشير إلى تعرض الطفل لاعتداء جسدي أو نفسي، ومنها:
-التغيرات السلوكية مثل العزلة المفاجئة أو الخوف غير المبرر من أشخاص معينين.
-اضطرابات النوم كالأرق والكوابيس المتكررة.
-تغيرات فى الشهية سواء بفقدانها أو الإفراط فى تناول الطعام.
-علامات جسدية غير مبررة كالكدمات أو الإحمرار فى مناطق غير واضحة.
-السلوكيات الجنسية غير المناسبة، والتي قد تكون مؤشرًا خطيرًا على تعرض الطفل لموقف غير لائق.
طرق الحماية
وتؤكد الطاهرة عماري، أن حماية الطفل تبدأ من الوعي والاحتواء الأسري، مقدمة عدد من النصائح لحماية الأطفال من الاعتداء:
– علموا أطفالكم الفرق بين اللمسة الآمنة وغير الآمنة: استخدموا لغة بسيطة لتوضيح أن بعض اللمسات غير مقبولة، وعلموهم أن أي لمسة تجعلهم غير مرتاحين يجب رفضها وإبلاغكم بها فورًا.
– شجعوا أطفالكم على قول «لا» بحزم: من الضروري أن يعرف الطفل أنه يملك الحق فى رفض أي تصرف غير مريح، حتى لو كان من شخص بالغ أو قريب.
القانون درع الحماية
إلى ذلك، ويؤكد المحامي د. أسامة غنام أن القوانين المصرية تضع حماية الطفل كأولوية، حيث ينص قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 على حماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة والاستغلال، مع فرض عقوبات صارمة على مرتكبي هذه الجرائم.
كما أن هناك خطًا ساخنًا لنجدة الطفل وهو رقم (16000) تابعًا للمجلس القومي للطفولة والأمومة للإبلاغ عن حالات العنف ضد الأطفال، مما يسهل على الأهالي الوصول إلى الدعم القانوني والإنساني عند الحاجة.
المبادرات المجتمعية
تلعب المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني دورًا أساسيًا فى مكافحة هذه الظاهرة. من أبرز المبادرات:
-حملة «أنا ضد التنمر» التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع منظمة اليونيسف، التي تساهم فى نشر الوعي حول حقوق الطفل وحمايته.
-مؤسسة «نجدة الطفل»، التي توفر دعمًا نفسيًا وقانونيًا للأطفال المعرضين للخطر.
واجب شرعي وأخلاقي
من الناحية الدينية، يؤكد الشيخ محمد عوض، أستاذ الشريعة، أن الإسلام شدد على حماية الأطفال، واعتبر الاعتداء عليهم جريمة كبرى يعاقب عليها الشرع والقانون.
واستشهد بحديث النبي ﷺ: «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته»، مشيرًا إلى أن على الآباء مسئولية توعية أبنائهم بمخاطر التحرش، وتعليمهم الاستئذان، والحفاظ على خصوصيتهم، وعدم الثقة العمياء فى أي شخص مهما كانت صلته بهم.
وأخيرا حماية الأطفال من الاعتداء ليست مسئولية الأسرة فقط، بل هي واجب مشترك بين المجتمع، والمدارس، والمؤسسات الحكومية، والمنظمات الأهلية، الوعي هو السلاح الأقوى، لذا يجب أن يعمل الجميع على نشر ثقافة حماية الطفل، وضمان بيئة آمنة لهم لينشئوا أصحاء نفسيًا وجسديًا.