https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

ماذا تحقق من أهداف ثورة يوليو؟

1001

للثورات الكبرى دورها المؤثر فى حياة الأمم ومصير الشعوب، ولا تغيب عن الذاكرة المصرية ثورة 23 يوليو 1952 التى قام بها الضباط الأحرار ثم تحولت إلى ثورة ساندها الشعب، لتشكل طاقة نور ساهمت بقوة فى تحقيق مطالبه الوطنية التى تبنتها طليعة ثورية من الضباط قادت التغيير على مدار عقد كامل من الأزمات حتى أقامت نظامها الجديد. بعد نجاح حركة الضباط الأحرار، تم تشكيل مجلس قيادة الثورة الذى وضع ملامح الدور السياسى لقادة القوات المسلحة فى تلك المرحلة من تاريخ مصر، ونجح مجلس قيادة الثورة فى تحقيق العديد من الإنجازات فى المجال السياسى والاجتماعى والاقتصادي.

د. نسرين مصطفى

تبنت ثورة 23 يوليو 1952 ستة مبادئ أساسية سعت إلى تحقيقها، هى القضاء على الإقطاع والقضاء على الاستعمار وأعوانه والتخلص من سياسة الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحياة السياسية وإقامة جيش وطنى قوى قادر على الدفاع عن مصر ضد أى عدوان خارجى وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وإقامة حياة ديمقراطية سليمة تضمن للشعب حقوقه فى جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ورغم مرور 72 عاما على الثورة إلا أنها ما زالت وستظل عالقة فى أذهان المصريين لما لها من أهداف وطنية ولما حققته من إنجازات لازالت شاهدة على نجاحها مما جعلها أهم الثورات فى التاريخ الحديث، وفى السطور التالية نستعرض أبرز ما حققته ثورة 23 يوليو من إنجازات..
الاستقلال والتطهير
على المستوى السياسي، نجحت الثورة فى تحقيق الاستقلال والقضاء على الاستعمار حيث وقعت اتفاقية الجلاء التى حققت الاستقلال بعد 74 عاما من الاحتلال البريطانى وأنهته إلى الأبد واستردت مصر كرامتها، وفى 23 أغسطس عام 1952 انسحبت القوة البريطانية المعسكرة بجمرك المعدية عند كوبرى الفردان، وتم إنزال العلم البريطانى ورفع العلم المصرى وحيا الإنجليز العلم المصرى بعد رفعه.
وتبعا لذلك أسقطت الملكية وأعلنت الجمهورية وأجبرت الملك فاروق على التنازل عن عرش مصر، ثم ألغت دستور 1923 فى ديسمبر 1952 وأعلنت اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية فى 18 يونيو 1953.
نجحت الثورة فى تطهير الحياة الحزبية فقد أذاع القائد العام للقوات المسلحة اللواء محمد نجيب بياناً دعا فيه الأحزاب والهيئات إلى تطهير صفوفها كما فعل الجيش، ودعا الأحزاب السياسية إلى إعلان برامجها بشكل محدد وواضح أمام الشعب المصري، وبالفعل قامت العديد من الأحزاب السياسية بتصحيح مسارها فأقالت بعض أعضائها وأعلنت برامجها.
ومن أهم القرارات السياسية التى اتخذتها الثورة قرار تأميم قناة السويس فى 26 يوليو 1956، حيث أعلن الرئيس جمال عبد الناصر من ميدان المنشية بالإسكندرية قرار تأميم شركة قناة السويس، لتكون شركة مساهمة مصرية، بعد أن سحبت الولايات المتحدة وبريطانيا والبنك الدولى تمويلها لبناء السد العالي.
إصلاح اجتماعي
نال الجانب الاجتماعى اهتماما كبيرا فى فكر ثورة يوليو، حيث تعتبر الثورة هى العصر الذهبى للطبقة العاملة والكادحة التى عانت أشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية، فسنت الثورة عددا من القوانين التى خففت من عبء الحياة على تلك الطبقات، فكان قانون الإصلاح الزراعى فى 9 سبتمبر 1952، والذى حدد نصاب الملكية الزراعية بألا يجوز لأى مصرى أن يمتلك من الأراضى الزراعية أكثر من مائتى فدان ولا تقل عن خمسة أفدنة، فحررت بذلك الفلاح المصرى وقضت على الإقطاع والرأسمالية الزراعية، وتغيرت البنية الاجتماعية للشعب المصرى وأصبح تولى المناصب أكثر عدالة فأبناء الفقراء أصبحوا قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين.
مجانية التعليم
وكان للتعليم أهمية كبيرة لدى أعضاء مجلس قيادة الثورة حيث أعلنت مجانية التعليم ثم لحقتها مجانية التعليم العالى وأنشأت الجامعات والمدارس وعملت على تطوير مراكز البحث العلمى وفى مقدمتها المستشفيات التعليمية.
جيش وطني
وكان إقامة جيش وطنى قوى قادر على صد أى عدوان خارجى أحد أولويات حركة الضباط الأحرار وثورة يوليو 1952، وكان لإصلاح القوات المسلحة عدة مسارات أولها تطهير الجيش من العناصر الفاسدة وإسناد القيادة إلى عناصر معروفة بالنزاهة والوطنية والعمل على تطويره وتقويته، أما المسار الثانى فكان الاهتمام بالتصنيع الحربى حيث أنشأت المصانع الحربية لسد حاجة الجيش المصرى من الأسلحة والذخائر، وتوالى إنشاء وإقامة المصانع الحربية بهدف تصنيع الذخائر والمفرقعات والأسلحة المختلفة فأنتجت أول طلقة مصرية فى مصنع 27 الحربى يوم 23 أكتوبر 1954 وهو اليوم الذى اتخذ عيدًا للإنتاج الحربى وبالفعل ازدهرت الصناعات الحربية المصرية وتمكنت من تلبية احتياجات القوات المسلحة، وزادت الطاقات وتعددت الأنشطة ما بين صناعة الطائرات والصواريخ والمعدات العسكرية الثقيلة وكذا المركبات ذات الاستخدامات العسكرية، ونجحت الثورة فى تحقيق هذا الهدف فكان للجيش المصرى عبر التاريخ مواقف مشرفة تحسب له وتؤكد عقيدته الفريدة ونزاهته وصدقه فى حماية مقدرات الدولة المصرية وحماية شعبها.
ثورة صناعية
أحد أهم أهداف ثورة يوليو كان النهوض بالاقتصاد المصري، لذا أعلنت الثورة إنشاء مجلس تنمية الإنتاج القومى فى 12 أكتوبر 1952 لبحث المشروعات الاقتصادية الخاصة بتنمية الإنتاج القومى فى مجال الزراعة والصناعة والتجارة، وما يتعلق بها ومشروعات توليد الكهرباء وإنشاء الطرق وتحسين وسائل النقل والبحث عن وسائل تمويل هذه المشروعات بالاستعانة بالمصارف الدولية والبحث عن البترول والمعادن وإنشاء صناعات جديدة.
وبالفعل، نجحت الثورة فى إحداث طفرة صناعية كبرى تواكب التطور العلمى فى ذلك الوقت فقام الزعيم جمال عبد الناصر بإنشاء مئات المصانع والشركات وإقامة عدد من القلاع الصناعية الكبرى فى المحلة الكبرى وشبرا الخيمة وكفر الدوار وحلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي، بالإضافة إلى المصانع الحربية والمشاريع الضخمة كالسد العالي، وهى مشروعات ساهمت فى الارتقاء بالاقتصاد المصرى وزيادة مساهمة الصناعة فى الناتج القومي، مما ترتب عليه تحقيق نسبة نمو وصلت إلى 7% سنويا فى الفترة من 1957 و1967 الأمر الذى شكل طفرة فى الاقتصاد المصري.
كانت خطة ناصر للنهوض بالصناعة هى إنشاء مشروعات صناعية ذات أهمية كبيرة وعلى رأسها صناعات الحديد والصلب فتأسست شركة الحديد والصلب 1954، كما تم إنشاء شركة الأسمدة كيما 1956، ومصانع إطارات السيارات الكاوتشوك 1956، ومصانع عربات السكك الحديدية سيماف 1958، ومصانع الكابلات الكهربائية 1954، وفى الستينات وبعد إنشاء السد العالى تم مد خطوط الكهرباء من أسوان إلى الإسكندرية، كما تم بناء المناجم فى أسوان والواحات البحرية.
وفى أواخر عام 1959 تقرر إعداد برنامج التصنيع الثانى ليغطى فترة السنوات الخمس التالية واستهدفت الخطة الخمسية الأولى (60/1961-64/1965) إعطاء دفعة قوية للصناعة فخصص لها 26,7%من الاستثمارات الكلية بهدف زيادة الصناعات التحويلية بنسبة 42% فى نهاية تلك الخطة.
قاعدة صناعية
كانت ثورة 23 يوليو 1952 بحق من أنجح الثورات فى التاريخ الحديث، وتمكنت من تحقيق الكثير من أهدافها فى جميع المجالات، فحققت العدالة الاجتماعية والطفرة الاقتصادية والإصلاح السياسي، وأسست جيشا قويا قادرا على حماية مقدرات الشعب المصرى ومصالحه.