رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

مصر فى «بريكس»

195

حاتم فاروق

مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى قمة تجمع دول «بريكس»، التي اختتمت أعمالها مؤخراً بمدينة «قازان» الروسية، أكدت أن مصر تمتلك رؤية شاملة تسعى من خلالها إلى توضيح مدى التأثيرات السلبية للأزمات السياسية والصراعات العسكرية على مسيرة التنمية وحياة الشعوب فى دول منطقة الشرق الأوسط واقتصاديات الدولة النامية عموماً. قمة تجمع دول «بريكس» فى دورتها الأخيرة، كانت القمة الأولى التي تشارك بها مصر كعضو فاعل منذ الإعلان عن انضمامها للتجمع رسميًا بداية العام الجاري، ويضم تجمع دول «بريكس» الذي تأسس عام 2009 فى عضويته دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ليتم الإعلان مع بداية العام الجاري عن توسيع عضوية التجمع، ليشمل أيضًا مصر وإيران وإثيوبيا والإمارات والسعودية، فيما تقدمت مؤخراً كل من تركيا وأذربيجان وماليزيا بشكل رسمي بطلبات للانضمام إلى عضوية دول التجمع. الملف الاقتصادي كان من أهم الملفات التي فرضت نفسها بقوة على جدول أعمال قادة تجمع دول «بريكس»، خصوصاً فيما يتعلق بتعزيز سبل دعم التعاون الاقتصادي والتنموي المشترك بين دول التجمع، إلى جانب العمل على تأسيس نظام دولي جديد للمبادلات التجارية يعمل من خلال عملة موحدة بهدف تخفيف اعتماد دول التجمع على الدولار فى حركة التبادل التجاري، مع تأسيس نظام عالمي مبتكر للتحويلات المالية يكون بديلاً نظام «سويفت»، الشبكة المالية العالمية التي استُبعدت منها روسيا فى عام 2022، لتنتهي بذلك الهيمنة الغربية على أنظمة الدفع العالمية. تشكل دول تجمع بريكس أكثر من 42 % من عدد سكان العالم بنحو 3.2 مليار نسمة، فى حين تساهم بـ 26 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فيما تسيطر دول التجمع على 18% من التجارة العالمية، وهو ما يؤكد أن «بريكس» من أهم التكتلات السياسية والاقتصادية على المستوى العالمي. لا شك أن اجتماعات قمة تجمع «بريكس» الأخيرة، شكلت نقطة تحول حقيقة نحو خلق نظام عالمي جديد يتسم بالتوازن والعدل والمساواة فى العلاقات الدولية، عبر إعادة التوازن السياسي والاقتصادي والمالي بين دول وشعوب العالم، وإعادة صياغة العلاقات بين دول الشمال والجنوب.

مصر من أكثر الدول استفادة من عضوية «بريكس» على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري عبر فتح أسواق دول التجمع أمام الصادرات المصرية، ونقل التكنولوجيا المتقدمة وجذب استثمارات العالمية لإقامة مشاريع على الأراضي المصرية، مستفيدة بالاستقرار السياسي والأمني والموقع الجغرافى الفريد التى تتمتع به مصر.

حمي الله مصر وشعبها العظيم.