https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

رامز ورمضان.. ودراما مازالت مرتبكة !

344

مجدى الشاذلي

لم يكد شهر رمضان المبارك يهل علينا بنفحاته الإيمانية، حتى أغرقتنا المحطات الفضائية كعادتها بالمسلسلات والبرامج المتنوعة بل والإعلانات التي لا تقل تنافسية عن المسلسلات بما فيها من نجوم يحب الجمهور إطلالتها على الشاشة، لكن الجديد هذه السنة أن رامز جلال وجد أخيرا من يسحب البساط من تحت قدميه، إذ تمكن محمد رمضان ببرنامجه ذي الطبيعة الخيرية، من انتزاع مساحة لا بأس بها من المشاهدات العالية فى وقت الإفطار.

والحقيقة أن برنامج رامز خلال السنوات الأخيرة لم يكن بالمستوى الذي يؤهله للصمود فى وجه أي برنامج يقدمه شخص يتمتع بدرجة معقولة من الجماهيرية، فما بالك بمحمد رمضان بما لديه من شعبية وسط قطاع كبير من الجمهور، وإن كانت الحسنة الأكبر لبرنامج رمضان هذا العام بخلاف تأثيره على رامز، أنه كان سببا فى ابتعاده عن دراما البلطجة والسلاح والمخدرات التي تشكل ملعبه المفضل فى السينما والتليفزيون، بينما واصل ممثلون آخرون السير على المنوال نفسه، ومنهم أحمد العوضي وعمرو سعد وأحمد السقا ومصطفى شعبان.

وربنا ما يوقعك فى طريق الأخير حتى لا “يغير المبادىء ويطلع البنادق”!

حالة أخرى من الجدل أثارها الجزء الجديد من مسلسل “المداح” لحمادة هلال، بسبب تناوله لموضوعات تتعلق بالجن والعالم السفلي، واستخدام الطلاسم السحرية فى أحداثه، فى خلط كبير بين الترفيه والتأثير السلبي على الوعي الجماهيري، ما جعل علماء بالأزهر ونقاد يحذرون من خطورة استخدام الطلاسم السحرية فى الأعمال الدرامية، وخاصة على الشباب والأطفال الذين قد يتأثرون بما يرونه على الشاشة، بينما كان المشاهدون يأملون متابعة أعمال تناقش قضاياهم ومشكلاتهم الحقيقة.

نوع ثالث من المسلسلات لا أجد تفسيرًا لوجوده ضمن خريطة الدراما المعروضة فى شهر رمضان هذا العام، أبرزها مسلسل “إش إش” لمي عمر، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا: ماذا يستفيد المشاهد فى رمضان من متابعة سيرة حياة راقصة شرقية، بكل ما فيها من لغط وملابسات ومشاهد رقص لا تتفق أبدا مع طبيعة وأجواء الشهر الكريم؟

فى النهاية.. يظل ذوق المشاهد هو الفيصل دائما فى تحديد من ينجح ومن لا يحالفه التوفيق فى هذا السباق السنوي المرتبك وغير المنضبط فى الكثير من تفاصيله..

لكن لابد من كلمة أخيرة فى أذن صناع الدراما: نرجوكم ارحمونا من أدوار البطل الأسطوري والبلطجى وتاجر المخدرات أو السلاح، فالدراما مثلما تلعب دورا مهما فى التسلية والترفيه هي أيضا أداة أكثر أهمية لنشر الفكر والتنوير وغرس الأفكار القويمة فى المجتمع من أجل حماية هذه الأجيال مما تلاقيه من قصف يومى لعقولها، هنا فقط ستقف الدراما كحائط صد إضافى لهذه المخططات لا معول هدم يزيد من خطورتها.