عندما قامت العناصر الإرهابية فى سيناء باختطاف مجموعة من الجنود المصريين أيام حكم المعزول محمد مرسى.. طلب محمد مرسى من قيادة الجيش البحث عن الجنود المختطفين واستعادتهم مع ضرورة وأهمية الحفاظ على الجميع.. المختطفين والخاطفين(!!!)
كان المعزول قد عقد اجتماعا عاجلا فى قصر الاتحادية بمصر الجديدة دعا إليه وزيرى الدفاع والإنتاج الحربى والداخلية ورئيس المخابرات العامة.. وقد تم خلال هذا الاجتماع استعراض الجهود المبذولة والاتصالات التى جرت على المستويين السياسى والأمنى لسرعة الإفراج عن الجنود.
يومها خرج بيان من رئاسة الجمهورية يؤكد على أن حل مشكلات سيناء لا يكون من خلال عمليات الخطف وترويع الأمنيين.. كما أكد البيان على أهمية العمل من أجل حل مشكلات سيناء بشكل عاجل.. وفى نهاية البيان طلب الرئيس مرسى الحفاظ على دماء الجميع.. الخاطفين والمخطوفين!
لم يقل أحد يومًا أن حديث المعزول وطلباته الغريبة كانت نتيجة أنه مستجد فى مجال الرئاسة أو أن الخبرة تنقصه أو أى شىء من هذا القبيل ولكن الحكم على المعزول كان أنه خائن.. بدليل أنه حاول أن يبرر الجريمة بأنها بسبب مشاكل سيناء الاقتصادية..
صحيح أن الإخوان بعد ذلك الخطأ الفادح والفاضح حاولوا خداع المصريين بادعاء أن مرسى طلب الحفاظ على الخاطفين من أجل الحصول منهم على معلومات لكن مثل هذا التبرير الخائب لم يقنع أحدًا وأصبح الجميع على يقين أن مرسى خائن وأنه كان يريد الحفاظ على الإرهابيين الذين فتح لهم الباب على مصراعيه لدخول سيناء وتحويلها إلى ولاية إسلامية مستقلة.. وهو ما ثبت صحته فيا بعد.
بنفس المنطق لا يستطيع أحد أن يقول أن منظمة هيومان راتيس واتش وغيرها من المنظمات المشبوهة ومعها القنوات الإخوانية أو التى لها علاقات بالإخوان.. لا نستطيع أن نقول عنها أنها تفتقد إلى المهنية أو أنها تفتقد إلى الكفاءة.. لأنها ببساطة فى منتهى المهنية والكفاءة.. هذه الحالة لا يكون لمثل هذه المؤسسات والقنوات إلا توصيف واحد.. جهات تعمل على زعزعة الاستقرار فى مصر وانجرافها فى الفوضى!..
بهذا المنطق يمكن أن نفهم التقرير الغريب الذى أصدرته منظمة هيومان راتيس واتش عن سيناء..
جاء فى التقرير أن هناك نزاعا مسلحا فى سيناء بين الجيش الموالى للنظام وبين المليشيات المسلحة المعارضة للنظام!..
وبهذا المنطق تطلق قناة يورو نيوز على الإرهابى هشام عشماوى الذى تسلمته مصر مؤخرًا لقب معارض وليس إرهابى..
وبهذا المنطق تحاول قناة الجزيرة وغيرها من القنوات الإخوانية تصوير ما يحدث فى سيناء على أنه نوع من الاستبداد الحكومى ضد المعارضة..
وبهذا المنطق تبكى قنوات الإخوان مكملين والشرق وغيرهما على هشام عشماوى الذى وقع أسيرًا فى ايدى جيش مصر(!!)
هل ينقص كل هذه المنظمات والقنوات الإخوانية الكفاءة لكى تعرف أن الجيش المصرى لا يحارب أى معارضة فى سيناء ولكن يحارب الإرهاب.. وهل ينقص هذه المؤسسات والقنوات الوعى والكفاءة لكى يطلب من القوات المسلحة المصرية أن تتعامل بإنسانية مع المعارضين المسلحين طبقا لوصفها مع أن العالم كله يعرف أن الذين يقاتلون الجيش المصرى فى سيناء هم مجموعة من الإرهابيين ينتمون إلى داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية.. التى تستهدف إسقاط مصر وزعزعة استقرارها..
ولم يكن غريبًا بعد ذلك كله أن تقيم قنوات الإخوان مناحة بعد أن تمكنت مصر من القبض على الإرهابى هشام عشماوى وترحيله إلى مصر.. لم يكن غريبا أن تحاول تصويره على أنه بطل معارض للنظام..
والحقيقة أن جماعة الإخوان أصابها الرعب والفزع تحديدًا بسبب موضوع هشام عشماوى.. فمن المؤكد أن أجهزة الأمن المصرية تستطيع أن تنتزع منه اعترافات حقيقية عن ارتباطه بجماعة الإخوان وعن الجهات التى تموله هو وغيره من الإرهابيين.
فى نفس الوقت فإن اعترافات إرهابى خطير مثل هشام عشماوى سوف يفضح جماعة الإخوان ومن ثم فإن ما تخافه الجماعة وتخشاه من قيام واشنطن وغيرها من العواصم الأوروبية بادراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية.. سوف يصبح واقعا لن تستطيع جماعة الإخوان أن تتعامل معه.. بل أنه يمكن أن يكون بداية النهاية للجماعة فى مصر وخارج مصر.
المنظمات الحقوقية المشبوهة وقنوات الإخوان المفضوحة تفعل بالضبط ما فعله المعزول.. مناشدة الجيش الحفاظ على الدماء.. دماء الجميع الخاطفين والمخطوفين.. فهى تطالب الجيش بعدم الاعتداء على الإرهابيين الغلابة..
لكن كما اسقطت مصر المعزول الخائن ستكون قادرة على إسقاط كل هذه الجهات المشبوهة.