https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

 كروت الشحن شائعة أم تمهيد للقادم ؟

298

حاتم فاروق
للشائعات فى مجتمعنا المصري المعاصر مواسم معلومة، تنمو فيها وتتكاثر، بل وتتطاير وتنتشر كانتشار النار فى الهشيم، وتصل بها فى كثير من الأحيان إلى حدوث فوضي ومشاكل تضرب المواطن البسيط، عندما تتعلق تلك الشائعة بحياته اليومية، أو تكون مرتبطة مثلاً بارتفاع أسعار منتج أو خدمة يتحصل عليها بصورة دائمة أو تتعلق بتغيير سياسات وأنظمة حكومية أو تعيين شخصية غير كفء فى مناصب عليا.
خلال الأيام القليلة الماضية، انتشر عدد من الشائعات بصورة واسعة بين أطياف الشعب المصري، الكثير منها معلوم من يقف وراءها، ومن يساهم فى انتشارها بهذه السرعة، والباقي جاءت كنتيجة مباشرة لسوء فهم بعض تصريحات غير واضحة من مسؤول تنفيذي بإحدى الجهات الحكومية الخدمية، أو تكون مقصودة لتحقيق أرباح غير مشروعة على حساب بقية أفراد المجتمع.
أهم تلك الشائعات التي انتشرت نتيجة تصريحات غير مسؤولة، هي شائعة ارتفاع أسعار كروت شحن الهاتف المحمول، والتي كانت لها أصداء واسعة بين مختلف فئات المجتمع المصري؛ نظراً لارتباط الناس بالهاتف المحمول، وهو ما آثار الكثير من اللغط فى الشارع المصري.
الغريب أن نفى المهندس محمد شمروخ، رئيس جهاز تنظيم الاتصالات، للشائعة المتداولة، جاء غير مقنع للكثير من مستخدمي المحمول فى بلدنا، خصوصاً عندما أكد أن مراجعة أسعار الخدمات تشمل الوحدات المتاحة للعميل داخل الباقة، وأن الجهاز بصدد مراجعة أسعار الخدمات المقدمة لعملاء قطاع الاتصالات، فى ظل تراجع أرباح الشركات العاملة بالسوق المصري.
وأنهي رئيس جهاز تنظيم الاتصالات تصريحه لنفى الشائعة بأن هناك موافقة مسبقة برفع أسعار الخدمات فى شركات الاتصالات، مؤكداً أن قطاع الاتصالات الوحيد الذي ارتفعت خدماته مرة واحدة خلال 10 سنوات، وأن الجهاز القومي للاتصالات يدرس حاليًا التوقيت الأنسب لتطبيق هذه الزيادة الخاصة بـأسعار كروت الشحن وخدمات المحمول.
هذه التصريحات زادت من آثار الشائعة لأنها لم تعبر عن معاناة الناس من ارتفاع الأسعار، وأكدت أن هناك نية مبيتة لرفع أسعار كروت الشحن والخدمات المقدمة بقطاع الاتصالات، لكن منتظرين التوقيت المناسب، والأغرب أن نفى الشائعة جاء متزيناً بأن أسعار الخدمات لم ترتفع إلا مرة واحدة خلال عشر سنوات، بل وزاد بأن رفع أسعار الخدمات سيكون لتعويض تراجع أرباح شركات الاتصالات، حتى ولو على حساب المواطن البسيط الذي يقتطع من قوت يومه لشحن هاتفه المحمول ودفع فواتير لخدمات رديئة الجودة.
حمى الله مصر وشعبها العظيم