يا ريت أن يصاحب الثورة الهائلة التى تشهدها مصر فى إنشاء الطرق والكبارى الجديدة. لربط المدن ببعضها البعض وفك الاختناقات المرورية المزمنة واختصار الوقت والزمن والمسافة بين المدن وبعضها.. أن يصحبها مبادرة لإنشاء دورات المياه العمومية أسفل الكبارى وفى الميادين العامة وأماكن التجمعات لتكتمل المنظومة الحضارية.
وهو موضوع يستحق.. ولا يقل أهمية عن إنشاء الكبارى والطرق الجديدة.. فالمطالبة بإنشاء دورات المياه الراقية فى أماكن التجمعات والميادين ومواقف السيارات والأتوبيسات والأسواق التجارية والحدائق والمتنزهات.. ضرورة ملحة مراعاة للحالة الصحية ورحمة بالمرضى، خاصة مرضى السكر وما أكثرهم وكذلك كبار السن، الذى قد يؤذيهم حبس البول لعدم وجود أماكن مخصصة للتبول.
وحتى لا نرى المناظر المؤذية لأشخاص يتبولون أسفل الكبارى أو تؤذينا الروائح الكريهة المنبعثة من أسفل الكبارى.
وللأسف عدم وجود دورات المياه بالقدر الكافى بالميادين ولد عند البعض ثقافة التبول أسفل الكبارى وفى المناطق المهجورة.. وهى صورة مؤذية ومقززة وغير حضارية.
وحتى لا نروح لبعيد فإن أحد أسباب عدم اختيار مصر لتنظيم كأس العالم فى التسعينيات هو عدم توافر دورات المياه بالميادين والشوارع بالقدر الكافى.
عمومًا فإن الاهتمام بإنشاء دورات المياه بالميادين وأماكن التجمعات هو دلالة على تحضر الدولة ودلالة أيضا على احترام آدمية الإنسان.. فهو مظهر حضارى.
وإذا لم يكن لهذا الموضوع من أهمية لما دفع الأمم المتحدة مؤخرًا إلى الإعلان عن تنظيم يوم عالمى لدورات المياه، الذى اختارت له يوم 19 نوفمبر من كل عام.. ووضعه ضمن الهدف السادس فى أهدافها بعد المياه النظيفة والنظافة الصحية.
وقد يظن البعض أنه موضوع ليس له أهمية.. فقد ثبت أنه إحدى الخطوات الأساسية للصحة العامة والطريق لحماية البيئة.
فالحفاظ على الصحة العامة يبدأ من العناية بنظافة دورات المياه، التى تبدأ من المنزل ثم المدارس والمصالح الحكومية والأعمال والميادين العامة وتخصيص عامل لها لنظافتها.
فالأمراض عادة ما تنتشر من خلال الاستعمال الخاطئ وغير الصحى، فنظافة دورات المياه هو عنوان المكان.. وإذا أردنا أن نحكم على مدى نظافة المنزل فإنه يكون من خلال دورة المياه (الحمامات) فإذا كانت نظيفة فهذا دلالة على نظافة المنزل ونظافة ربة البيت.
وياريت والعالم يحتفل باليوم العالمى لدورات المياه أن تكون هناك مبادرة لإنشاء دورات المياه العمومية بأماكن التجمعات والميادين.
فإنشاء دورات المياه العمومية هو حق أصيل لكل مواطن.