للأسف العالم لم يستطع ترويض قوة الغرب الاستعمارى بعد انتصار الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية وتزعمت العالم امريكا بعد تفكيك الاتحاد السوفيتى وانتهاج الصين سياسة المهادنة وتجنب الصدام مع أمريكا حتى عندما تواجدت القوات الأمريكية فى بحر الصين الجنوبى وبناء قواعد عسكرية هائلة فى اليابان وتراجع القوة الاقتصادية فى دول النمور الآسيوية وإشغال الهند فى صراع مع باكستان ثم توريط إيران والعراق فى حرب مدمرة وبعد إنهاك العراق يتم توريط صدام حسين فى احتلال الكويت ثم الإجهاز على ما تبقى من العراق.. ليصبح الجو ملائما لكى تتمكن أمريكا وحلفاؤها من بسط هيمنة كاملة غير منقوصة على كل دول الخليج .. ثم ياتى الربيع العربى للإجهاز على خمس دول عربية كاملة فى خلال عامين .. وخروج ثلاث دول اخرى من الخدمة ؟! ولم يتبقى إلا مصر والجزائر فقط .. مصر يعمل لها ألف حساب وهى دولة مؤثرة … والجزائر يخشى الغرب أن تسقط لأسباب كثيرة لا يتسع المجال لسردها منها جاليات جزائرية كبيرة فى دول الغرب  ووجود شركات نفط وتعدين كبرى فى الجزائر وخوف أيضا من الجيش الجزائرى القوي.. أما بقية دول الشرق الأوسط وأفريقيا فلم يعد هناك لاعب مؤثر إلا أمريكا والدول الغربية وتقلص شديد للنفوذ الروسى والصينى !! واستمر هذا الحال حتى العام ٢٠١١ وانشغال أمريكا بالحرب مع الإرهاب والتورط فى احتلال أفغانستان وغيرها من النزاعات الدولية.. مما سمح للصين التسلل إلى عمق الاقتصاد الأمريكى والغربى بمنافسة قوية فى السوق العالمية وخاصة السوق الآسيوى والإفريقى مما مكن الصين من التواجد الدائم فى تلك الأسواق بتأسيس شركات كبيرة متعددة الأفرع فى معظم دول إفريقيا وآسيا.. ثم نهوض النفوذ الروسى لإستعادة هيبته فى العالم وتوسيع الاتحاد الروسى بضم دول جديدة والتخلص من المعارضة التى تحتمى بالغرب الأوروبى والأمريكي.. وهكذا الأمر حتى بعد نجاح امريكا فى إشعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا فى محاولة لإنهاك روسيا وانشغالها بنفسها.. لكن انقلب السحر على الساحر وأصبحت أوروبا تعانى كثيرا من استمرار هذه الحرب العبثية!! كل ذلك أثر على القرار الأوروبى وجعله أثير للرغبة الأمريكية ؟! وفى خضم كل هذه الأحداث جاءت الحرب الإسرائيلية على غزة ثم لبنان .. وكان لا بد من أن تساند أمريكا والغرب إسرائيل مساندة مطلقة وبغير حساب ؟! فقد رأت امريكا أن إسرائيل لا بد أن تخرج منتصرة فى هذه الحرب عسكريا وسياسيا!! والا فقدت أمريكا هيبتها فى الشرق الأوسط!! وكما قال أحد المحللين العسكريين وهو جنرال سابق فى الجيش الأمريكي.. أن جماعة الحوثى وحدها قدت مضاجع الساسة الأوروبيين والأمريكيين ؟! عندما قال وزير الدفاع الأمريكى الحالى إن صواريخ الحوثى ومسيراته تمثل خطراً كبيراً على الأسطول الأمريكى فى البحر الأحمر.