https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أطول مسار روحاني في العالم يمر داخل دولة واحدة فقط

543

الانتهاء من تطوير مناطق “الزرانيق والفلوسيات والخوينات” بشمال سيناء

 ترميم “الفرما ” ملجأً الرهبان ومنطقة الكنائس والأديرة في بورسعيد 

محمود درغام 

تضع وزارة السياحة والآثار حاليًا اللمسات النهائية لمسار رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر ليكون جاهزًا بجميع نقاطه لاستقبال الزوار من كل أنحاء العالم، حيث تعمل حاليًا على الانتهاء من وضع المخططات الاستثمارية لمناطق “الزرانيق والفلوسيات والخوينات”، بمحافظة شمال سيناء، وذلك بعد تطوير وترميم منطقة “الفرما”، بمحافظة بورسعيد والانتهاء من وضع مخططها الاستثماري.

وكانت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر قد بدأت عندما خرجت السيدة “مريم” العذراء ومعها الطفل “عيسى” عليه السلام و”يوسف النجار” من أرض فلسطين هربًا من الملك اليهودي “هيرودس”، الذي كان يقتل الأطفال، ليتخذوا طريقًا بدأ بالعريش، ثم الفرما وتل بسطا ومسطرد ثم بلبيس وسمنود وسخا، ومنها إلى وادي النطرون، ثم المطرية ومصر القديمة والمعادي، ومن هناك انتقلت العائلة المقدسة إلى صعيد مصر، حيث مغاغة ثم البهنسا وسمالوط وجبل الطير ثم الأشمونين وديروط والقوصيا ومير وجبل قسقام وأخيرًا أسيوط، حيث أديرة المحرق ودرنكة.

 وتعد “الفرما أو بيلوزيوم”، أحد النقاط الرئيسية في مسار العائلة المقدسة، حيث انتشرت بها الكنائس والأديرة وأصبحت ملجأً للرهبان، مثل القديس “إبيماخس”، والراهب “إيسيدوريس الفرمي”، نسبة إلى مدينة “الفرما”، وقد نجحت البعثات الأثرية على مر السنين في العثور على بقايا لتلك الكنائس، التي كانت موجودة هناك، مثل كنيسة “تل مخزن”، التي تم اكتشافها عام 1988، وكنيسة “الفرما”، التي تم العثور عليها عام 1985، إلى جانب بقايا المسرح الروماني والمنطقة الصناعية لصناعة الزجاج والبرونز والفخار.

وقال المهندس عادل الجندي، المنسق الوطني لمسار العائلة المقدسة بوزارة السياحة والآثار إنه تم الانتهاء من وضع المخطط الاستثماري لمدينة “الفرما”، ويتم حاليًا الانتهاء من المخطط الاستثماري لمناطق “الزرانيق” و”الفلوسيات” و”الخوينات” التابعة لمحافظة “شمال سيناء”، مُضيفًا أن المخطط سوف يتم طرحه على القطاع الخاص خلال أيام، وهو يُلبي حاجات كافة الدرجات الاستثمارية؛ بداية من المستثمر الرئيسي الذي سيحصل على النصيب الأكبر من الاستثمارات كرائد تنموي، أما المستثمر المتوسط فسيحصل على بعض الأنشطة في الفنادق والسوق السياحي، وأخيرًا الجمعيات الأهلية التي ستستثمر في البازارات التي ستقوم ببيع المنتجات اليدوية المتعلقة برحلة العائلة المقدسة، وأشار إلى أنه يتم حاليًا الانتهاء من تطوير الطريق الواصل بين أنفاق بورسعيد ومنطقة الفرما.

وأكد أنه قد تم الانتهاء من مشروع تطوير وترميم منطقة “الفرما” وأصبحت جاهزة لاستقبال الزيارات، وبذلك يكون مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر قد أصبح جاهزًا بشكل كامل لاستقبال الزوار، مُشيرًا إلى أن هناك بعض الأمور الصغيرة التي ليس لها علاقة بالزيارات مازال العمل مستمرًا بها، وذلك بمنطقة “دير المحرق”، بمحافظة “أسيوط”، حيث يتم حاليًا زيادة تحسين طرق الوصول للدير وتجميل المدخل الرئيسي له، بالإضافة لتجميل المدخل الخاص بدير “جبل الطير” بدرنكة، مؤكدًا أنه تم الانتهاء من رصف الطرق من وإلى أديرة المحرق ودرنكة إلى جانب الانتهاء من تطوير المظهر العمراني للمنطقة.

ومازال الحديث مع المهندس عادل الجندي، المنسق الوطني لمسار العائلة المقدسة بوزارة السياحة والآثار الذي قال إنه قبل بداية توليه مسئولية المشروع قام بزيارة مسار “سانت جيمس” الديني، وهو أشهر المسارات الدينية في العالم، ويعتبر علامة تجارية في مسارات الحج السياحي، ويُسمى” كامينو دي سانتياجو”، ويمر هذا المسار بثلاث دول هي فرنسا والبرتغال وأسبانيا، حيث يقع ضريح “سانت جيمس” داخل كاتدرائية “سانتياجو دي كومبوستيلا”، موضحًا إن الحجاج ينتقلون على الطريق بين عدد من النقاط التي ترمز للمشقة التي عانى منها “يعقوب الكبير” أثناء تبشيره بالمسيحية في أسبانيا.

أما مسار العائلة المقدسة في مصر، فهو أطول مسار روحاني في العالم يمر داخل دولة واحدة فقط، لهذا فقد كانت فلسفة التنمية داخل المسار هي كيفية الانتقال من نقطة إلى نقطة بهدف إطالة مدة الإقامة، فعلى سبيل المثال، لا يمكن السير من دير المحرق بأسيوط حتى الفرما بشمال سيناء لذلك قمنا بعمل عدد من الخيارات للزائرين منها عمل بوابة قبل 800 م قبل كل نقطة من نقاط المسار، فينزل الحجاج أو الزوار من الباص عندها ثم يسيرون للدير أو الكنيسة، كما يمكن استخدام القطار أو “النايل كروز” للانتقال بين نقاط المسار الموجودة في المحافظات المختلفة حيث تم تجهيز المراسي النيلية في محافظات القاهرة وبني سويف والمنيا وأسيوط لاستقبال رحلات “النايل كروز” القادمة عبر النيل لزيارة نقاط مسار العائلة المقدسة، مؤكدًا أن أحد المستثمرين لديه سفينتين “نايل كروز” تعملان حاليًا على نقل الزائرين المصريين والأجانب لزيارة نقاط رحلة العائلة المقدسة الموجودة على النيل.

وفيما يخص ذوي الهمم وكبار السن فأكد الجندي أنهما الشريحة الرئيسية في زيارات مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، وبالتالي لابد من وجود كل وسائل الإرشاد السياحي لهم، بالإضافة لوجود منحدرات لتسهيل سير الكراسي المتحركة، بالإضافة لتوجيه شركات السياحة بضرورة وجود أدوات لرفع الكراسي المتحركة للأتوبيسات السياحية وأيضًا توفير الحمامات من أجل كبار السن خاصة مرضى السكر، مستطردًا إن الزائرين المصريين لنقاط المسار يمثلون حاليًا ثلثي الزيارات مقابل الثلث للأجانب، آملًا أن تزيد تلك النسبة خلال الفترة المقبلة.

وشدد المهندس عادل الجندي في نهاية حديثه على أن وزارة السياحة والآثار تعمل حاليًا مع مركز معلومات مجلس الوزراء على تصوير كل مواقع مسار العائلة المقدسة حيث تم تصوير مناطق الفرما ووادي النطرون وجبل الطير ومواقع الدلتا الثلاث، وذلك من أجل تنفيذها بتقنية الواقع الافتراضي “VR” حيث تم وضع تلك الأفلام على موقع وزارة السياحة والآثار على الإنترنت بلغات مختلفة، مؤكدًا أنه جار استكمال تصوير باقي المواقع تمهيدًا لتحويلها لأفلام بتقنية “VR“.