نشر لجان معاينة سكن الحجاج بمكة والمدينة

تعليمات مشددة بعدم تكرار أزمات “المشاعر”

غرفة عمليات بالمواقع المقدسة وبرامج توعوية للحجاج

التعاقد مع كبرى شركات التغذية وتحذيرات من تراجع خدمات “الطوافة”

رئيس الغرف السياحية: مكتب استشاري يشارك في اختيار الأرض المخصصة للحجاج في كل من منى وعرفات

باسل السيسي: استمرار تأشيرة الزيارة يهدد بتكرار مأساة العام الماضي

منى زكريا

استعدادات مكثفة وتحركات في كل الاتجاهات تجريها وزارة السياحة والآثار، واللجنة العليا للحج، وغرفة شركات السياحة، وذلك للانتهاء من كل الإجراءات التنفيذية لموسم الحج 1446هـ، في موعدها المقرر وفقًا للقرارات السعودية، وضوابط الحج المصرية.

وضمن جهود مضنية لتفادي تكرار الأزمات التي شهدها الحج السياحي الموسمين الماضيين، قال ناصر تركي، عضو اللجنة العليا للحج، نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية، إنه يجري الآن العمل في مرحلة معاينة السكن، مطالبًا الشركات السياحية بسرعة التوجه لمقر لجنة المعاينات خلال التوقيتات المقررة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، لإنهاء الإجراءات الخاصة بمعاينة سكن الحجاج.

وأضاف تركي في تصريحات خاصة، أن لجنة معاينات مكة المكرمة تتواجد في فندق أجياد بشارع أجياد العام، ولجنة المدينة المنورة تتواجد بفندق كراون بلازا في المنطقة الجنوبية المركزية، وعلى جميع الشركات مساعدة اللجنة العليا والوزارة في إنهاء الإجراءات والالتزامات المقررة بالضوابط وفق الإطار الزمني المحدد لكل منها، خاصة ما يتعلق بالتضامنات وإيداع المبالغ المالية في المحافظ الإلكترونية ورفع حزم الخدمات على المسار السعودي “نسك”، وإجراء معاينات السكن في موعدها المقرر.

وتابع تركي: وفد غرفة شركات السياحة الذي شارك في مؤتمر ومعرض الحج بمدينة جدة السعودية، عقد عدة لقاءات مهمة لضمان تفادي تكرار أزمات المواسم الماضية، والاستعداد جيدًا لموسم الحج الحالي، والاتفاق على كل التجهيزات والخدمات التي ستقدم لحجاج السياحة خلال أداء الفريضة خاصة بالمشاعر المقدسة، موضحا أن الوفد برئاسة سامية سامي، رئيس اللجنة العليا للحج والعمرة ورئيس الإدارة المركزية للشركات بوزارة السياحة، عقد اجتماعا مع مسئولي شركة الراجحي للطوافة والتي فازت بعقد خدمة حجاج المستوى الاقتصادي وأيضًا الحج الفاخر في المناقصة التي طرحتها الغرفة بين شركات الطوافة السعودية، وشهد اللقاء مناقشات مستفيضة حول الاستعداد للموسم.

وأكد تركي أن الاجتماعات التحضيرية ناقشت كل جوانب تفويج وتخييم الحجاج، بسهولة ويسر ودون تكدس، وكذلك تقديم أفضل الخدمات لحجاج السياحة خاصة المستوى الاقتصادي الذي يحظى باهتمام كبير من جانب وزارة السياحة والغرفة وكل شركات السياحة، وكان ذلك بحضور يسري السعودي ووليد خليل عضوي اللجنة العليا للحج والعمرة وعضوي مجلس إدارة الغرفة وشريف لطفي، عضو مجلس إدارة الغرفة، فيما شارك من الجانب السعودي كل من المهندس بندر عبدالله الراجحي الرئيس التنفيذي لشركة الراجحي وأحمد سمير نائب الرئيس التنفيذي للشركة وعبد الوهاب صالح الراجحي عضو مجلس الإدارة.

ونوه بأن الجانبين اتفقا على عدة نقاط رئيسية في مقدمتها اختيار مكتب استشاري هندسي متميز يشارك في اختيار الأرض المخصصة لحجاج المستوى السياحي الاقتصادي في كل من منى وعرفات ليعد دراسة وافية لأفضل سبل استغلال المساحة يضمن سهولة تقديم الخدمات المختلفة والمتفق عليها بين الجانبين، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الجانبين من بداية الموسم حتى نهايته للتدخل العاجل لحل أية مشكلات طارئة، كما أكدت شركة الراجحي كذلك أنها ستسعين بأكبر وأفضل الموردين السعوديين خاصة في التغذية مع استعانتها كذلك بشيفات مصريين مميزين بالحج الفاخر وأيضا بالمستوى الاقتصادي.

من جانبه، قال باسل السيسي، عضو مجلس إدارة الغرفة السابق، إن أسعار الحج مناسبة وفقا للظرف الاقتصادي العالمي، وتمنح فرصة للشركات لتحسن الأداء وتقدم خدمة جيدا مميزة للحاج، لكن الضوابط وضعت سعرًا دون اشتراط الجودة، لذا فإن الشركات يقع عليها مسئولية تقدم الخدمة الفائقة الجودة طبقا للأسعار الجديدة.

وقال إنه كان يجب أن تتضمن الضوابط اشتراط تحسين البرامج الاقتصادية حيث يفضل حجاج الاقتصادي والبري الإقامة ولو لأيام قليلة بالقرب من الحرم المكي، قبل انطلاق الموسم، وذلك بالطبع كان يجب أن يكون شرطا متضمنا أسعار التحسين بفنادق الخمس نجوم، حتى لا تنحاز بعض الشركات لعرض السعر الأقل فقط، وتحرم الحجاج من السكن بالقرب من الحرم المكي.

ولفت إلى أن الضوابط سمحت للسيدات بالسفر دون محرم، كما وضعت رسوم جدية حجز متناسبة مع موجة ارتفاع الأسعار العالمية، وهي نقاط إيجابية في ضوابط الوزارة، متابعا: “الضوابط نصت على وجود برامج خارج منطقة الحرم لموسم كامل، دون النص تفصيليا على طبيعة هذه البرامج، مكتفية باعتماد السكن السابق معاينته، في حين أن ما سبق معاينته خارج منطقة الحرم كان استراحة فقط وبمواصفات أقل، لكن تم السماح للشركات هذا الموسم باستخدامه سكنا للحجاج موسم كامل، وكان يجب تحديد مواصفات السكن موسم كامل خارج مكة بشكل مختلف عما سبق، وإلا سنفتح الباب لمشكلات تماثل ما شهده الموسمان الماضيان.

وحول تسرب الحجاج بتأشيرات زيارة، قال باسل السيسي، إن تأشيرة الزيارة لا تزال تشكل تهديدا لموسم الحج بتكرار مأساة العام الماضي، وحتى اليوم لم يصدر أي قرار بشأن السيطرة على هذا النوع من التأشيرات، وتنظيم السفر بها، وهي بالطبع ليست مسئولية وزارة السياحة والآثار أو ضوابط الحج، لافتا إلى أن الموسم الحالي سوف تتمكن الشركات من حجز أماكن مميزة بالمشاعر المقدسة تختلف عن العام الماضي، وذلك نظرا لبدء إجراءات لموسم مبكرا في مصر هذه المرة، كما أن اتاحة العملة المطلوبة للشركات مبكرا سوف يسهل من هذا الأمر.

من جانبه، عقد وفد غرفة شركات السياحة المتواجد حاليا في السعودية لقاء مهمًا ومطولا مع مسئولي شركة مشارق الماسية السعودية لخدمات الحجاج، وهي المطوف السعودي الذي فاز بعقد خدمة حجاج برامج الحج السياحي الخمس نجوم وكذلك برامج الحج البري، وتم خلال اللقاء استعراض كل تفاصيل الاستعدادات لموسم الحج والإجراءات التي اتخذتها شركة الطوافة لخدمة الحجاج المصريين.

وبحث وفد الغرفة ومسئولو شركة الطوافة السعودية الخطوات المقبلة من إجراءات تنفيذ الحج بعد توقيع العقد بين الجانبين وإعلان نتيجة قرعة الحج السياحي، وقد أكد مسئولو الغرفة خلال الاجتماع الاهتمام الكبير الذي يوليه القطاع السياحي ببرامج الحج خاصة الحج البري المنوط به شريحة من المواطنين من متوسطي الدخل، وطالبوا بضرورة تقديم خدمات متميزة لحجاج البري بمخيمات منى وعرفات، ومن جانبهم أعرب مسئولو الشركة السعودية عن سعادتهم بخدمة الحجاج المصريين لأول مرة رغم عملهم منذ سنوات في مجال الطوافة وخدمة الحجاج، مؤكدين أن الحج المصري ذو طبيعة خاصة ويعد عملا مهما لأي شركة طوافة سعودية.

واتفق الجانبان خلال الاجتماع على عدة بنود مهمة يبدأ تنفيذها المرحلة المقبلة، منها إنشاء مجموعات عمل من الجانبين في كل الخدمات لفتح حوار وتشاور مستمر خاصة فيما يخص اختيار مراكز خدمة الحجاج التي ستعمل في مخيمات السياحة، والاتفاق على التحرك الفوري والعاجل لحل أي مشاكل تواجه استلام الأرض المخصصة لحجاج السياحة، وتوفير الأماكن التي تقدمت لها الغرفة مبكرا نظرا لتميزها، كما تم الاتفاق على وضع برامج مشتركة من الجانبين لتوعية الحجاج على أن تبدأ التوعية من مصر وقبل سفر الحجاج.

وفيما يخص الحج البري اتفق الجانبان على ضرورة تمييز مخيماتهم بمنى وعرفات من حيث مكان المخيم وحداثة الخيام من مادة صنعها وأجهزة التكييف وعدد دورات المياه وجودتها، بجانب تميز خدمات الإعاشة من وجبات ساخنة ومشروبات وخلافه.

وفيما يخص برامج الحج السياحي الخمس نجوم والتي تقوم بتنفيذها أيضا شركة مشارق الماسية، فقد اتفق الجانبان على تحديث كل الخدمات المقدمة بتلك البرامج بما يتناسب مع سمعتها وتكلفتها، واختيار أفضل المربعات بمشعري منى وعرفات لتكون في مقدمة النفرة بعرفات وقريبة من جسر الجمرات بمنى، وأن يراعى فيها تلافي أي سلبيات حدثت المواسم السابقة، كما تم الاتفاق كذلك على اختيار أفضل وأشهر مراكز خدمة الحجاج للعمل بمخيمات الخمس نجوم وأن تكون تلك المراكز ذات خبرة معروفة وتميز في خدمة الحجاج.