https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

اهتمام دولي وإقليمي بزيارة “عراقجي” إلى القاهرة

278

تامر عبد الفتاح

اهتمام إقليمي ودولي بزيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة، والتي تمثل فرصة لبحث الملفات المشتركة التي تهم القاهرة وطهران، خصوصًا ما يتعلق بالأوضاع الإقليمية الملتهبة. وخلال استقبال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الإيراني “عباس عراقجي”، أكدت مصر وايران أهمية استمرار المسار الحالي لاستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي، بأن وزير الخارجية الإيراني نقل للسيد الرئيس تحيات وتقدير الرئيس “مسعود بزشكيان”، وهو ما ثمنه السيد الرئيس.

 

قال السفير محمد الشناوي “إن اللقاء تناول التطورات المتسارعة بالمنطقة، حيث أكد السيد الرئيس الموقف المصري الرافض لتوسع دائرة الصراع”، مشددا على ضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة، مشيرا فى هذا الإطار إلى أهمية المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

وذكر المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس أشار فى ذات السياق إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار فى قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، كما أكد سيادته على حتمية عودة الملاحة إلى طبيعتها فى منطقة مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ومن جانبه ثمن وزير الخارجية الإيراني الدور المصري لاستعادة الاستقرار الإقليمي، مؤكدا حرص بلاده على استمرار التشاور بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

منطقة خالية

كما استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رافاييل جروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج، والسيد اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة.

وأكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر كانت دومًا فى طليعة الدول الداعمة لمنظومة نزع السلاح وعدم الانتشار النووي باعتبار أنها تهدف إلى الوصول لعالم خالٍ من الأسلحة النووية، مشيرًا إلى أن مصر تؤكد بشكل دائم على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط، وتتطلع لتعزيز الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدورها فى دعم جهود تحقيق عالمية معاهدة عدم الانتشار، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوي بأن السيد الرئيس أكد فى مستهل المقابلة تقدير مصر للدور المهم للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى دعم منظومة عدم الانتشار النووي ونزع السلاح، بما يساهم فى تعزيز السلم والأمن الدوليين، إلى جانب تعظيم الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، معرباً عن التقدير للجهود الجارية لتوسيع أطر التعاون بين مصر والوكالة.

من جانبه، ثمن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدور المصري النشط والتاريخي فى مجال نزع السلاح، والجهود التي تقوم بها فى هذا الصدد.

وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض السيد الرئيس الجهود المصرية لاستعادة الاستقرار الإقليمي، مشددًا على أهمية تبني مقاربة شاملة لمعالجة كل مسائل الأمن الإقليمي فى الشرق الأوسط لضمان الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.

مرحلة جديدة

فى الوقت ذاته قال وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجي، إن مستوى العلاقات بين ايران ومصر، وصل إلى “مستوى غير مسبوق”، وفق تعبيره.

وكتب عراقجي فى منشور له عبر منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، إن “الدبلوماسية بين إيران ومصر دخلت مرحلة جديدة، حيث مستوى التفاعل والتعاون السياسي، والأهم من ذلك مستوى الثقة والاطمئنان فى العلاقات بين البلدين، غير مسبوق”.

وقال “إنني سعيد بتواجدي فى القاهرة مرة أخرى. لقد كانت لدي لقاءات مهمة للغاية مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومعالي وزير الخارجية بدر

عبد العاطي، بعد سنواتٍ طويلة، دخلت الدبلوماسية بين إيران ومصر مرحلةً جديدة، مستوى التفاعل والتعاون السياسي، والأهم من ذلك مستوى الثقة والاطمئنان فى العلاقات بين البلدين، غير مسبوق.

وأضاف باعتبارهما قوتين فاعلتين فى المنطقة، ومتمتعتين بثقافة وحضارة عريقة، تتحمل إيران ومصر مسئولية مشتركة فى الحفاظ على السلام والاستقرار والهدوء فى المنطقة.

وأوضح: أديت صلاتي المغرب والعشاء فى مسجد سيدنا الحسين، وتناولت العشاء فى مطعم نجيب محفوظ التقليدي فى منطقة خان الخليلي التاريخية، برفقة عدد من الشخصيات المصرية البارزة، من بينهم ثلاثة من وزراء الخارجية السابقين: السيد عمرو موسى، نبيل فهمي، ومحمد العرابي. كانت مناقشاتنا مفيدة للغاية”.

الموقف الفرنسي

على جانب آخر تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول مجمل العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، حيث أعرب الرئيسان عن ارتياحهما لمستوى التعاون القائم بين البلدين، خاصة بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس ماكرون إلى مصر فى أبريل 2025، التي شهدت رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

كما أكد الجانبان تطلعهما لتنفيذ جميع محاور هذه الشراكة وتعزيز التعاون المشترك فى كل المجالات محل الاهتمام المشترك، لا سيما فيما يتعلق بتوسيع الاستثمارات الفرنسية فى مصر، وزيادة انخراط الشركات الفرنسية فى المشروعات الاقتصادية المصرية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول كذلك مستجدات الأوضاع الإقليمية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أشاد السيد الرئيس بالموقف الفرنسي الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مستعرضا الجهود المصرية المستمرة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتبادل الرهائن والأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدا دعم مصر لمؤتمر التسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين، المقرر عقده فى نيويورك خلال شهر يونيو 2025، مشددا على أن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم فى الشرق الأوسط.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس الفرنسي أعرب عن تقديره لدور مصر فى تعزيز الأمن الإقليمي والسعي لاستعادة الاستقرار فى المنطقة، مؤكدا دعمه لكل الجهود المصرية الرامية إلى وقف الحرب فى قطاع غزة وإنهاء الأزمة الإنسانية هناك.

كما أشاد بما لمسه خلال زيارته لمصر من جهود رسمية وشعبية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة فى مجال إيصال المساعدات الإنسانية واستقبال المرضى والجرحى الفلسطينيين.

وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن الاتصال تناول أيضا التأكيد على أهمية استمرار التنسيق بين مصر وفرنسا بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم فى تعزيز الأمن الإقليمي وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

تنافسية الاقتصاد المصري

على جانب آخر أكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية مواصلة العمل على تحسين مناخ الاستثمار، والعمل على تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وفقًا للأولويات الوطنية.. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسي، مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وأحمد كجوك، وزير المالية، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوى، بأن السيد الرئيس اطّلع خلال الاجتماع على الخطوات التنفيذية الجاري اتخاذها لتعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال استراتيجية استثمار وطنية موحدة، تشمل إجراء الإصلاحات الهيكلية اللازمة، ووضع أهداف محددة، وتطبيق سياسات واضحة ومستقرة، وسياسات مالية محفزة، وسياسات تجارية منفتحة، والسعي لتوفير الطاقة اللازمة للاستثمار، وتشجيع القطاع الخاص، ومواصلة جهود التحول الرقمي كركيزة أساسية للتطوير.

كما تم التطرق إلى الجهود المبذولة لتخفيف الأعباء عن المستثمرين، خاصة فيما يتعلق بتبسيط وتسهيل الإجراءات والموافقات الخاصة بالاستثمار فى مصر، وتسهيل إجراءات التراخيص من خلال إطلاق منصة موحدة تقدم خدمة التراخيص الإلكترونية للمستثمرين، وتخفيف الأعباء المالية غير الضريبية المفروضة على المستثمرين والشركات.. وفى هذا الإطار، شدد الرئيس السيسي على أهمية مواصلة العمل على تحسين مناخ الاستثمار، والعمل على تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وفقًا للأولويات الوطنية.

وأضاف السفير محمد الشناوي أن الاجتماع تناول كذلك تطورات عمل صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية، بما فى ذلك الإطار التشغيلي والتشريعي لتعظيم قيمة الشركات التابعة للصندوق، والجهود المبذولة لحصر ومتابعة الشركات المملوكة للدولة لضمان زيادة القيمة الاستثمارية وتعظيم العائد الداخلي لتلك الشركات، حيث وجه السيد الرئيس، فى هذا الصدد، بضرورة مواصلة العمل على تعظيم العائد من أصول الدولة وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد المصري من خلال إدارتها بفعالية عبر استراتيجيات مبتكرة وشراكات مع القطاع الخاص.

وذكر المتحدث الرسمي أن الاجتماع تناول كذلك الجهود المبذولة لزيادة الصادرات المصرية، بما فى ذلك تطور الصادرات المصرية غير البترولية، كما تم استعراض مدى مساهمة الصادرات المصرية فى الاقتصاد المصري خلال الفترة من عام 2003 وحتى عام 2024، والمستهدفات التصديرية التي تشمل الوصول إلى قطاعات جديدة للتصدير، والسعي لزيادة تنافسية وجاذبية المنتجات المصرية فى الأسواق العالمية، والجهود المبذولة للاستثمار فى البنية التحتية الداعمة للصادرات.

مركز عالمي للوجستيات

وأوضح المتحدث الرسمي أن الاجتماع تناول أيضًا تطورات مشروع إنشاء محطة الصب الجاف غير النظيف بميناء أبوقير البحري فى إطار جهود تحويل مصر إلى مركز عالمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، كما تم استعراض دراسة إنشاء محطة لوجستية لاستقبال وتداول الحديد الخام والبليت بمنطقة الأدبية، وذلك فى إطار جهود تحويل مصر إلى مركز عالمي لصناعة الحديد والصلب.

وأوضح المتحدث الرسمي أنه تم إطلاع السيد الرئيس على الجهود المبذولة لدراسة وتحسين أوضاع الهيئات الاقتصادية وإعادة هيكلتها، بما فى ذلك أهم الخطوات والإجراءات التي تمت فى هذا الخصوص، كما تم استعراض البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، والجهود المبذولة مع الاتحاد الأوروبي ارتباطاً باتفاق آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة العامة.

كما تناول الاجتماع إطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية ومحاورها المختلفة التي تتضمن سياسات داعمة للقطاع الخاص لكي يكون المحرك الرئيسي لتحقيق النمو والتشغيل، وتركيز الاقتصاد على التصنيع والتصدير، وتحقيق التطور الهيكلي للاقتصاد المصري، وتطبيق الإصلاحات الهيكلية اللازمة لدفع الاقتصاد، وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي والمالي، وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر، وتعزيز التنمية الصناعية، حيث وجه السيد الرئيس، فى هذا الصدد، بسرعة الانتهاء من إعداد السردية.