بدء موسم جنى القطن «الـــذهــب الأبيـــض» فى عدد من محافظات الصعيد، وتحديدا من قرية كوم أبو خلاد بمحافظة بنى سويف، ويحظى القطن باهتمام كبير من جانب الدولة، باعتباره أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، حيث وضعت له خطة لتطويره وتحسينه وعودته لمكانته العالمية، باعتباره من أجود الأنواع على مستوى العالم.
ياسمين وهمان
قال أستاذ المعاملات الزراعية بمعهد بحوث القطن بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى د. مصطفى عمارة، إن هناك زيادات فى زراعة محصول القطن فى جميع المحافظات بنسبة 23% عن العام السابق، حيث بلغت المساحة المنزرعة 311.700 ألف فدان على مستوى الجمهورية.
وأضاف أن المساحة المنزرعة كانت موزعة بين زراعة 40.840 ألف فدان فى محافظات الوجه القبلى والباقى فى محافظات الوجه البحري، وأكبر المساحات المنزرعة هذا العام فى الوجه القبلى كانت للصنف جيزة 95، حيث بلغت المساحة المنزرعة هذا العام 40.096 فدان فى محافظات أسيوط الفيوم بنى سويف والمنيا، تلاه الصنف جيزة 98، وبلغت المساحة المنزرعة هذا العام 744 فدانا فى محافظات سوهاج قنا الوادى الجديد.
وزادت المساحة فى بنى سويف بنسبة 27% عن العام السابق، حيث تمت زراعة 12.430 ألف فدان من المساحة المستهدفة 12.238 ألف فدان بزيادة 1.5%، وكان إجمالى محافظات الصعيد 40.840 ألف فدان بالمقارنة بالعام الماضى بزيادة 56%.
وأكد عمارة أن موسم جنى محصول القطن يبدأ فى نهايات أغسطس فى محافظات الوجه القبلي، وأول أكتوبر فى محافظات الوجه البحري، على أن يبدأ التسويق خلال شهر أكتوبر، يتبعه عمليات الجني والتسويق فى محافظة الوجه البحري، وأن العمل بالأسعار التى أعلنتها الحكومة بـ 10 آلاف جنيه للقنطار فى الوجه القبلى و12 ألف جنيه للقنطار فى الوجه البحري، مشيرًا إلى أن الأسعار التى أعلنت عنها الحكومة هى فرصة للمزارعين لتحقيق أرباح من زراعتهم وهامش ربح مناسب، وتشجيع على زيادة المساحة من الأقطان نتيجة لتطبيق سعر الضمان الذى أعلنت عنه الحكومة بشكل فعال.
وأضاف عمارة أن بنى سويف والفيوم تتميزان بأن بهما حقول إكثار للصنف جيزة ٩٥ الذى يتميز بإنتاجيته العالية والمواصفات الجيدة فى الغزل.
ويصل متوسط الإنتاجية لأصناف القطن المنزرعة ما بين ٨ إلى ١٢ قنطار للفدان، ليعطى إنتاجية تتراوح بين ١.٩ إلى ٢.٢ مليون قنطار، مشيرا إلى أن هناك اتجاها من جانب الدولة فى تخفيض التصدير هذا العام من القطن الخام للعمل على تصنيعه وتصديره فى صورة مواد مصنعة لإضافة قيمة مضافة للقطن.
وقال عمارة إن الدولة حددت سعر الضمان للقطن هذا العام على 12 ألف جنيه، وأن البيع يتم بنظام المزاد العلنى وفى حالة انخفاض أسعار السوق العالمى عن أسعار الضمان يتم البيع حسب سعر الضمان للمزارعين وتوريد سعر البيع خلال ثلاثة أيام وأحيانا يحصل المزارع على ثمن القطن فى الحال، وذلك من خلال نقاط تجميع يتم الإعلان عنها لاحقا.
وأضاف أن هناك مجموعة من الاعتبارات يتم وضعها لتحقيق أكبر عائد مجزى للمنتجين والمصدرين والغزالين، ومن الطبيعى أن فراز القطن حينما يقوم بعملية الفرز فإنه يضع فى ذهنه اعتبارات وأساسيات معينة، على أساسها يقرر الرتبة، ومن أهم هذه الاعتبارات اللون ونسبة الشوائب فى القطن وهذان العنصران غاية فى الأهمية عند تحديد الرتبة والتصافى، وبالتالى السعر المستحق لهذه الأقطان.
ولذلك يجب على المزارعين اتباع الجني المحسن، وهو يعتبر من أهم العمليات التى لها علاقة بالمحافظة على المحصول والرتبة وصفات الجودة.
وأكد أن من أهم تلك المعاملات جني القطن على مرتين أفضل بكثير من الجني على مرة واحدة لأن عملية الجنى تعتبر أحد المحددات المهمة لكمية ورتبة محصول القطن والجني المحسن على مرتين يحقق هذا الغرض ولذا يفضل الجنى على مرتين: الأولى عندما تصل نسبة تفتح اللوز إلى 60% والثانية عند اكتمال تفتح باقى اللوز، وذلك لأن جني القطن مرة واحدة بعد التفتح الكامل يؤدى إلى تساقط نسبة كبيرة من القطن على الأرض، علاوة على تعرض التيلة للندى والشمس والأتربة؛ مما يؤدى إلى تغير لونها وخفض صفات الجودة بها، بجانب خلط قطن الجنية الأولى عالى الرتبة مع قطن الجنية الثانية منخفض الرتبة مع زيادة الشوائب.
وأضاف أنه من الضرورى للحصول على رتبة قطن عالية أن يتم إزالة الحشائش داخل مساحات القطن حتى لا تكون سبباً فى خفض الرتبة، وتسليك الخطوط بصورة لا تؤثر على الحمل الثمري، ولزيادة التهوية؛ وبالتالى الحد من الإصابة بالحشرات الثاقبة الماصة، التى قد تؤدى إلى تلوث الأقطان بالأعفان التى تؤثر على الرتبة وأن يجمع القطن الساقط على الأرض أولاً حتى لا يتلف بدوس الأرجل، وينظف تماماً مما علق به من الشوائب، بالإضافة إلى عدم ترك قطن متفتح على النباتات؛ لأن هذا القطن يكون معرضا للسقوط على الأرض وتلفه خصوصاً إذا صادفه وجود أتربة أو رياح أو أمطار، لافتا إلى ضرورة عدم الجني فى أول جنية إلا مع التفتح التام من اللوز مع ترك المبرومة مع الجنية الثانية؛ لأن هذا يقلل من رتبة الجنية الأولى ويعطل العمال عن العمل نظراً لصعوبة انتزاعه.
وتابع: مع ضرورة فرز وتنظيف القطن المجني لاستبعاد الساقطة والمبرومة والمواد العالقة به وأن يراعى تنشير القطن الذى جٌمع فى فترة الندى (عب الندي) على مفرش كبير مع التقليب المستمر حتى يجف ولا يتم تعبئته إلا بعد تمام الجفاف، حتى لا يؤدى إلى تلف شعر القطن مع التأكيد على عدم جمع القطن فى الأكياس البلاستيك منعاً من تلوث القطن بالكيماويات وقطع البلاستيك، ولسوء التهوية، ومن المهم أن يٌعبأ القطن فى أكياس جديدة من الخيش أو الجوت وحياكتها بدوبارة قطن.
وأشار إلى ضرورة التأكد من جفاف القطن قبل التعبئة، حيث إن القطن الذى لم ينشر بعيدا عن الندى أو تلحقه رطوبة لأى سبب من الأسباب يتغير لونه وتنخفض رتبته هذا مع ضرورة الاهتمام بالتجانس فى الأقطان عند تعبئتها، بحيث يوضع فى الكيس الواحد قطن من نفس المستوي؛ لأن خلط الجنية الأولى مع الثانية يؤدى إلى خفض الرتبة لأن السيادة تكون للقطن الرديء، وبالتالى يضيع على المزارعين الكثير من الأموال مقابل انخفاض الرتبة، بالإضافة إلى ضرورة العناية بفرز القطن الزهر قبل التعبئة والتنظيف من القشبر، والمبرومة، مع تجنب استخدام أى خيوط صناعية فى حياكة الأكياس، بل يستخدم الدوبار المصنع من القطن، وذلك لحماية القطن من التلوث عند التصنيع.
وأشار رئيس قسم بحوث تربية القطن د. محمد عبد الفتاح إلى أن هذا العام شهد إقبالا كبيرا من جانب الفلاحين لزراعة القطن، وهذا الأمر يرجع إلى ارتفاع أسعار بيع القطن الموسم الماضي، نتيجة استخدام منظومة لبيع القطن وربط سعره بالسعر العالمى.
وأضاف أن وجود منظومة واضحة المعالم لمحصول القطن خاصة بالنسبة للتسويق ساهمت فى شعور الفلاح بالاطمئنان، وبالتالى الاتجاه لزراعة القطن هذا مع الاهتمام الخاص من جانب الدولة برجوع القطن إلى سابق عرشه وتطوير مصانع الغزل والنسيج على مستوى الجمهورية، خاصة مع إنشاء مصنع المحلة، الذى يعتبر من أكبر مصانع الغزل والنسيج على مستوى العالم وله القدرة على استيعاب الأقطان المصرية كلها؛ وبالتالى بدلا من تصدير الاقطان فى صورتها الخام أصبح بالإمكان تصنيعها، وإضافة قيمة مضافة تتراوح من أربعة إلى عشر أضعاف سعرها .
وأكد أن القطن المصرى مطلوب عالميا، وهناك عدد كبير من التعاقدات من جانب الشركات لتصدير القطن المصرى للخارج بعد تصنيعه؛ مما جعل هناك طلبا متزايدا على محصول القطن؛ وبالتالى زيادة مساحات زراعته.
وتابع أن القطن يعتبر من المحاصيل المجمعة والمتعددة الاستخدامات؛ فالمخلفات التى تخرج من القطن تستخدم كعلف، ويستخدم كزيت وتدخل فى صناعة سماد التربة خاصة الكمبوست، لافتا إلى أن الدولة تعطى زراعة القطن أولوية واهتماما كبيرا، حيث تعطى دعما كبيرا لمزارعى القطن من خلال الحملة القومية لدعم المزارعين، والتى يتم تقديمها من خلال معهد بحوث القطن، حيث يتم توفير باحث فى كل مركز يتولى نقل حزم التوصيات الفنية من خلال الندوات بصفة مستمرة؛ ليحصل المزارع على أعلى إنتاجية للفدان.