https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

 “المحور”.. الذى كان !

207

محمد نجم

جلسنا فى الصفوف الأولى على يمين القاعة فى انتظار حضور الرئيس الأسد لافتتاح مؤتمر اتحاد المحامين العرب بدمشق، وكنا فى تسعينيات القرن الماضى، وكان بجانبى زميلى “صحفى سورى” تعرفت عليه فى حفل الاستقبال الذى أقيم مساء اليوم السابق.
فسألته: بسام؛ ألا يوجد أمن فى المؤتمر؟.. فأجابنى متسائلا: كيف؟.. ماذا حدث؟
فأوضحت له أننا خرجنا من الأتوبيس الذى أقلنا من الفندق إلى داخل قاعة المؤتمر مباشرة ودون تفتيش أو اعتراض.. فكيف يحدث ذلك مع حضور رئيس الجمهورية؟.. ففوجئت به يضحك مندهشا من سؤالى، قائلاً: أخى محمد.. تبى تشوف صفين من الأمن المركزى مثل ما يحدث عندكم؟.. يا زميلى.. اللى جالس خلفنا أمن.. واللى على شمالك.. أمن.. وأنا كمان “أمن”، ويش تبى تانى؟!.. يا حبيبى كلنا “أمن” على بعضنا وعلى ضيوفنا!!
هكذا كان “الوضع” فى سوريا الشقيقة أيام المرحوم حافظ الأسد، والذى ساد أيضا فى فترة حكم خلفه بشار، فقد أخبرنا “الزملاء” السوريون وقتها بالكثير من حالات “التجسس العائلى” والتعامل القاسى مع من يوقعه حظه العاثر فى قبضة أجهزة الأمن المتعددة ذات اليد الغليظة.
ومن ثم.. لم أحزن ولم أندهش من سقوط حكم “آل الأسد” الذين اغتالوا مواطنيهم وهجّروا الكثير منهم، وحكموا – فقط – طائفتهم من العلوين ومن لا حول ولا قدرة على مغادرة البلاد!
ولكنى حزنت على اختفاء ما كان يسمى “محور المقاومة” قديمه.. وحديثه.. بعد دخول حزب الله اللبنانى والحوثيين على الخط!
نعم لم يفعل هذا “المحور” ما يجعلنا نتحسر على غيابه ولكنه كان “ورقة” سياسية تستخدم أحيانا فى الضغط على العدو المحتل للأراضى العربية.
بل استغله البعض فى “المناورة” بين روسيا وأمريكا، إما بالتهديد للانضمام له أو الوعد بالقضاء عليه، وهو ما حدث مؤخرًا وفى لحظة “خاطفة” وغريبة من التراجع العربى!
وحزنت أيضا على المستقبل “المجهول” لهذا البلد الشقيق الذى كان “قلب العروبة النابض”، وكنا معه نمثل “روح واحدة” فى قطرين عربيين.. وحد التاريخ ماضيهم وحاضرهم.
والآن لا أحد يعلم أو يتوقع المستقبل.. هل تصبح سوريا “أفغانستان” العربية، أم تلحق بأشقائها.. ليبيا والسودان واليمن؟
لقد اختفى “محور” المقاومة العربية وذهب مع “ريح” المتآمرين من الخارج ومن والاهم من العرب!
ودخلت سوريا فى “نفق” مظلم لا ضوء فى نهايته، فالمقدمات تكشف عن النهايات المحتملة والمتوقعة.
ويكفى ما نراه من “الصمت الرهيب” من “الحكام الجدد” على العربدة الإسرائيلية التى أنهت على مقومات الجيش العربى الأول وتقف مجنزراتـــه على أبـــواب دمشق الشام!