صالون الرأي
الصوت الحلو وحده لا يكفي!
By amrفبراير 11, 2025, 19:27 م
206
محمد رفعت
الصوت الحلو وحده لا يكفي، هذا ما يؤكده التاريخ الغنائي فى مصر والعالم العربي، وعشرات المطربات والمطربين الذين كانوا يمتلكون قدرات ومواهب صوتية خارقة، ومع ذلك لم يتناسب حجم ما حققوه من شهرة مع ما يمتلكون من موهبة.
ومن هؤلاء الفنانين المظلومين جدًا، صاحب الصوت الساحر المطرب أحمد إبراهيم، والذي اكتشفه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وأنتج له ألبومين من خلال شركة صوت الفن، وغنى لكبار الملحنين ومنهم محمد الموجي والشيخ سيد مكاوي والموسيقار كمال الطويل وغيرهم، وقام ببطولة ٢٠ أوبريت غنائى، وقدم برنامجين للتليفزيون كمذيع وهما «المغنواتي» و«المايسترو»، وحصل على الدكتوراة فى الموسيقى العربية، ومع ذلك لا يتذكر له معظم الناس سوى أغانيه فى فيلم «النمر الأسود»، وخصوصا «اتقدم» و«شايلك فى قلبي وجاي لك يا مصر»، ولا يعرف الكثيرون شكله، رغم أنه من أكثر الأصوات العربية عذوبة!.
وهناك أيضًا الفنان صاحب الصوت الصداح توفيق فريد، وهو مطرب من جيل محمد الحلو ومحمد ثروت وعلي الحجار، وصوت جميل وقوي ومتمكن، قدمه العبقري الراحل الموسيقار بليغ حمدي فى إحدى حلقات برنامجه لاكتشاف المواهب الغنائية الواعدة، «جديد فى جديد»، ولحن له أكثر من أغنية، كما آمن به وبموهبته الموسيقار محمد عبدالوهاب، وقدم له ألحانًا رائعة من أشهرها الأوبريت الغنائي «صوت بلادي»، وأصدر ٧ ألبومات غنائية، منها ألبوم باسم «حب جنوني»، لحن بعض أغانيه ووزعها الموسيقار عمر خيرت.
ومع الأسف فقد أطلق أحد الحاقدين شائعة حول «توفيق»، انتشرت فى الوسط الموسيقي كالنار فى الهشيم، وهي أنه «وش نحس» وفأل شؤم على كل من يعمل أو يتعامل معه، وأدى انتشار الشائعة المغرضة إلى خوف الجميع منه وابتعادهم عنه، وخاصة الموسيقار عبدالوهاب الذي كان معروفًا بالخوف من أي خطر محتمل إلى درجة «الوسوسة»، مما اضطره للابتعاد واعتزال الغناء فى صمت، وخسرنا صوتا من أجمل الأصوات!
ومن أبلغ الأمثلة على أن الصوت الجميل وحده لا يكفى، المطربة المعتزلة سوزان عطية، وهي واحدة من أجمل الأصوات النسائية التي مرت على مصر، وحققت شهرة كبيرة فى الثمانينات والتسعينيات، ولكنها تحجبت واعتزلت الفن عام 1992.
وقدمت أكثر من 600 أغنية أشهرها: اتحداك، اعترافى، شايف غرامك، صعبان عليا، مستغربين، ليلة في العمر، موافقة، زى ما أنت والله يا طير.
ولدت سوزان عطية لعائلة فنية، ووالدها «عطية إسماعيل» كان مطربًا شعبيًا، وكذلك كانت عماتها جميعًا من المطربات الشعبيات، اللاتي اشتهرن بأداء الأغاني والسير الشعبية، وكذلك كانت والدتها المطربة الشعبية المشهورة فاطمة سرحان التي عملت لفترة طويلة مع الفنان زكريا الحجاوي، وشقيقتها المطربة حنان عطية، و«سوزان» متزوجة من الفنان هشام العربي، عازف الرق الشهير.