https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

نحن وإسرائيل

284

عاطف عبد الغنى

 

لم نكن نحتاج لانتظار مخرجات مؤتمر القمة العربية غير العادية التى انعقدت الثلاثاء الماضى فى القاهرة لنعرف مخرجاتها، وبحكم ضرورات أعمال تجهيز وطباعة عدد مجلة أكتوبر (التى تقرأ فيها هذا الكلام)، خلال شهر رمضان، أنا مضطر أن أكتب المقال قبل ساعات من انعقاد القمة وإعلان قراراتها، التى أتصور أنها لن تخرج عن التأكيد على أن إعادة إعمار غزة لن تخرج من يد العرب للطامعين فى استلابها، وقد ناقش وزراء الخارجية العرب فى اليوم السابق لانعقاد القمة (الإثنين) التفاصيل المتعلقة بتمويل وإدارة وتنفيذ، خطة الإعمار التى وضعتها مصر وحددت خطوطها العريضة وكثير من تفصيلاتها اللوجيستية. أيضا سوف تؤكد القمة على ضرورة ربط هذه الجهود بمسار الحل السياسي للقضية الفلسطينية، وحل الدولتين، ولا توجد قوة فى العالم يمكن أن تجبر النظام الحاكم فى إسرائيل – الآن – على الانخراط فى هذا المسار، إلا الولايات المتحدة، والأخيرة لن تعدّل من قناعاتها، ولا سلوكها تجاه الحل العادل للقضية الفلسطينية، أو التخلى عن الانحياز الكامل والمطلق لإسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين والعرب، إلا بفرض من الإرادة العربية، وقوة الموقف والقرار العربي الموحد، وإظهار العرب استعدادهم لولوج كل المسارات والتعامل مع كل السيناريوهات والخيارات المحتملة، بما فيها الأسوأ.. ولا أتذكر من القائل إن العرب طول الوقت يتحدثون عن الحرب ويمارسون السلام، وإسرائيل طول الوقت تتحدث عن السلام وتمارس الحرب، أيا من القائل، فالشاهد أن اليمين الصهيونى الدينى المتطرف الذى يؤثر بشدة على السلوك والقرار السياسى فى إسرائيل منذ عدة سنوات يدرك جيدا أنه لن يستطيع تغيير خريطة الشرق الأوسط بالسلام، وبالتالى هو يسعى بشدة نحو فرض قرار الحرب وتنفيذه ولو على جثة إسرائيل نفسها، ويطمع هذا اليمين فى الاستيلاء على مزيد من أراضى العرب، لتحقيق النبؤات الأسطورية التى يعتنقها ويسعى فى تنفيذها سعيا أعمى، وهو لا يدرى أنه يسعى إلى حتفه بظلفه.. ولما كانت أجزاء من أراضينا داخلة فى خارطة تلك الأطماع التوسعية، فيجب علينا البحث عن استعداداتنا لمواجهة هذه الاستيراتيجية دون تهوين، حتى مع اعتقادنا أن العدو لن يجرؤ على مغامرة الدخول فى حرب ضد مصر على الأقل الآن لأسباب كثيرة باتت معروفة، أولها تعزيز الدولة المصرية الهائل لقدراتها العسكرية والأمنية وجاهزيتها لمواجهة أي وكل الاحتمالات، على خلفية التحديات الإقليمية المتصاعدة، ورفع مستوى التأهب لمواجهة أي تطورات محتملة، وفى إطار الحفاظ على استقرار المنطقة وحماية الأمن القومي. بقى أن نتأكد أن إسرائيل من قبل والآن، وفى ظل اتفاق السلام مع مصر لم تستبعد على الإطلاق خيار الحرب من حساباتها، وإن كان هذا الخيار يبقى دائما: رهين الدعم الأمريكى، ومدى جاهزية عدوها العسكرية، وحسابات المكسب والخسارة التى تدرك إسرائيل أنها مع مصر ستكون فى غير صالحها على الإطلاق.