https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

زيارة ماكرون.. والقضية الفلسطينية

166

حسام أبو العلا

 استطاعت مصر من خلال استضافة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي توجيه عدد من الرسائل القوية لبعض القوى الدولية والإقليمية التي تسعى للعبث بأمن واستقرار المنطقة، ورسم ملامح لخريطة جديدة وفقا للأهواء والمصالح المشتركة التي تخدم الأطماع الإسرائيلية إذ تضمن برنامج الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام تفاصيل وأحداثا محورية سيكون لها تداعيات ونتائج ومكاسب تستمر عدة أعوام.

وتعد المكاسب السياسية التي حظيت بها القضية الفلسطينية أحد أبرز نتائج هذه الزيارة فقد تمكن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال مباحثاته الثنائية الموسعة مع ماكرون، ثم عقد القمة الثلاثية بحضور ملك الأردن من وضع رئيس أكبر دولة أوروبية فى هذه الفترة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فى قلب الأحداث الساخنة، التي يشهدها قطاع غزة وإطلاعه على المجازر والكارثة الإنسانية المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، ثم اصطحابه فى زيارة إلى مدينة العريش لزيارة عدد من الجرحى الفلسطينيين الذين يعالجون فى مصر والاستماع للأهوال التي مروا بها، ومشاهدة شاحنات المساعدات المكدسة فى رفح التي تنتظر دخول غزة لإنقاذ أهالي القطاع.

وجاءت تصريحات ماكرون واضحة دون مواربة وفى خندق الموقف العربي الذي تقوده مصر والذي يشدد على ضرورة وقف قوات الاحتلال الإسرائيلي فورا إطلاق النار على أهالي غزة، والبدء فى المرحلة الثانية من الهدنة، ومن ثم إعادة الإعمار بوجود أهالي القطاع فى منازلهم دون ترحيلهم قسرا، وهو رد حاسم على تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب المنحازة بقوة لمخطط تل أبيب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

ولم تمر ساعات على عودة ماكرون إلى باريس حتى أطلق تصريحات جديدة وتعد تاريخية، قال فيها إن بلاده قد تعترف بالدولة الفلسطينية فى يونيو إذا سارت الأمور على ما يرام، وأن فرنسا ستقاتل من أجل غزة، وشدد على التزام بلاده بـالعودة إلى السلام والحل السياسي.

ودون شك إذا ما اعترفت فرنسا بالدولة الفلسطينية خلال الأشهر القليلة المقبلة سيكون هذا القرار بمثابة لطمة قوية للاحتلال ومسانديه من الدول المتآمرة التي تسعى لطمس هوية الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته عبر تنفيذ مخطط التهجير القسري.

 وحال نفذت فرنسا وعدها ستكون قد انضمت إلى كل من إسبانيا والنرويج وأيرلندا آخر ثلاث دول أوروبية اعترفت بالدولة الفلسطينية، علما بأن أكثر من 140 دولة من أصل 193 دولة عضو فى الأمم المتحدة تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية.

ولا يمكن الحديث عن زيارة ماكرون لمصر دون التطرق للنتائج الإيجابية على الصعيد الاقتصادي، وتصدر صور وفيديوهات الرئيس الفرنسي بجوار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي فى خان الخليلي، ومنطقة الحسين، ومطعم نجيب محفوظ، كافة وكالات الأنباء العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، ودون شك هي أكبر حملة دعاية للسياحة المصرية، وتؤكد على ما تشهده مصر من أمن واستقرار وسط إقليم مضطرب يشهد توترات غير مسبوقة، كما عكست الصور ومقاطع الفيديو حجم الاصطفاف الشعبي وراء القيادة السياسية فى جميع قراراتها.

دون شك أن نتائج الزيارة فى العديد من الملفات سيكون لها مردود إيجابي مهم جدا خلال المرحلة القادمة، ويكفى انبهار الرئيس الفرنسي والوفد الرفيع المرافق بحضارة وثقافة ورقي مصر وشعبها، وبما حققناه من طفرات وقفزات فى البنية التحتية التي تعد عامل جذب للاستثمارات الفرنسية.