https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

القاهرة.. صانعة القرار

137

جمال رائف

تصيغ القاهرة القرار بعقيدة وطنية خالصة وبصبر استراتيجي وقوة وطنية شاملة تستند على الردع والحكمة فى نفس الوقت، فلا مغامرات غير محسوبة ولا تخاذل يهدر الحقوق، بل إنها خطوات محسوبة بدقة وانتظام، تسير بهذا الوطن وسط أمواج الإقليم العاتية محافظة على اتزان مصر الخارجى ومصالح الداخل المصرى أولا.

قرار الحرب يسير ولكن قرار السلام عسير يحتاج مشقة وجهدًا أكثر بكثير، فإن تهدم أسهل من أن تعمر، وهذا الفارق الكبير بين نهج إسرائيل الساعى لهدم الإقليم بغرض تشكيل واقع جديد لن يكون سوى جحيم، وبين سياسة ونهج مصر الساعية للإعمار والبناء ودعم الاستقرار الإقليمى، وهو ما يتضح من خلال صياغة القاهرة خطة لإعمار ما هدمته إسرائيل فى غزة، والآن يجمع الجميع على الرؤية المصرية الداعمة للسلام والاستقرار بعد أكثر من عام عاشتها غزة والإقليم فى خراب ودمار، فلم يكن القرار المصرى محل إشادة وتأييد فقط من المجموعة العربية والإسلامية أو حتى بعض الدول الشرقية بل ذهبت الدبلوماسية الرئاسية لتضع القرار المصرى أمام المجتمع الدولى كخيار استراتيجى يضمن استقرار الشرق الأوسط، فباتت خطة العمل المصرية تجتذب تأييد الدول الأوروبية واحدة تلو الأخرى ونجح الرئيس عبد الفتاح السيسي فى انتزاع تأييد دول أوروبية كبرى للرؤية المصرية الرافضة لتهجير الفلسطينين من قطاع غزة والساعية لإعادة بنائه عمرانيًا وسياسيًا، بما يضمن إحياء مسار السلام مجددًا وصولا لحل الدولتين كحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، فتصريحات الرئيس الفرنسى ماكرون من القاهرة بشأن دعم الرؤية والقرار المصرى واصفًا إياها بالحازمة والصادقة وإعلان تأييده للخطة العربية لإعادة إعمار تأتى بعد أسابيع من زيارة الرئيس السيسي إلى مدريد والتى عبر خلالها رئيس وزراء إسبانيا هو أيضا عن دعمه للرؤية المصرية والخطة العربية وتتوالى التأييدات الأوروبية والدولية للقرار المصرى، ما أربك حسابات واشنطن وتل أبيب، خاصة وأن القرار المصرى هو قرار أمة يتصدرها قائد قادر على صناعة القرار وشعب ملتحم مصطف خلف قيادته السياسية، وهذا دليل قاطع أن مصر قادرة على إحداث تحول إيجابى فى المشهد الإقليمى يتنامى يوم بعد يوم ليحقق السلام والاستقرار ويحبط الحرب والخراب.