صالون الرأي
حكومة التحديات !
By amrيوليو 15, 2024, 14:59 م
676
لا أخفى إعجابى بالإنسان د. مصطفى مدبولى.. مهذب ومتواضع، هادئ ومنظم.
أما السيد الدكتور رئيس الوزراء المستمر (د. مصطفى مدبولى) فقد أختلف معه على حجم ما أنجزه، وقد لا أتفق معه على ما ينوى تحقيقه.
لقد وصف حكومته الجديدة بـ “حكومة التحديات”، وعرض برنامجها المتوقع على مدى السنوات الثلاث المقبلة، برؤية واضحة، وأهداف محددة.
وهو ما لا يمكن الخلاف عليه، خاصة المحاور الأربعة: الأمن القومى، وبناء الإنسان، والاقتصاد التنافسى، والاستقرار السياسى، كذلك التحديات التى تعمل الحكومة على مواجهتها، ومنها ما هو قديم مثل استكمال مشروعات البنية التحتية، ومنها الجديد مثل السيطرة على ارتفاع الأسعار وخفض معدلات التضخم.
وأعتقد أن بيان الحكومة ينقصه خطة تفصيلية بتوقيتات زمنية لتنفيذ ما وعدت به الحكومة فى البرنامج، إما سنوية أو على مدى السنوات الثلاث، أيضًا تحدث البرنامج فى محوره الأول عن “الأمن القومى بمفهومه الشامل”.. من خلال السياسة الخارجية، والعلاقات الثنائية مع الشركاء السياسيين، ودول الجوار..، وتلك مسئولية ومهمة الدولة – وليست الحكومة – بجميع مكوناتها ومؤسساتها.
ومحور آخر.. حمّلت الحكومة نفسها عبء تنفيذه، وهو “الاستقرار السياسى والتماسك الوطنى”، من خلال العمل على تحقيق
“دولة ديمقراطية مدنية” قائمة على أساس مبدئى: المواطنة، وسيادة القانون، وتلك أيضًا “أمنية” ومهمة لا تخص الحكومة وحدها، إنما تخص المجتمع بناسه وأحزابه ومؤسساته..، وقد تستطيع الحكومة أن تضع “لبنة” بسيطة فى هذا الإطار من خلال التسريع بإصدار قانون المجالس الشعبية، وإجراء الانتخابات المحلية.
إذن يبقى للحكومة محوران أساسيان ومهمان، لأنهما يتعلقان مباشرة بالحياة اليومية للمواطنين، أولهما: محور بناء الإنسان.. من خلال التعليم والصحة، والرعاية الاجتماعية، والوعى الثقافى، وتحسين بيئة الحياة.
وهذا المحور المهم هو الذى يحقق ما تتمناه الحكومة والأهالى، أى.. رأس مال بشرى.. مؤهل وقادر على العمل.. والإنجاز.
وثانيهما: محور الاقتصاد التنافسى الجاذب للاستثمار.. فالمحور السابق يحتاج لتمويل خاصة لقطاعى التعليم والصحة، وهو ما يمكن أن يوفره الاقتصاد القومى من خلال تحسين مناخ الأعمال وتعميق التصنيع وزيادة الصادرات، بالتوسع فى الشراكة مع القطاع الخاص الوطنى!
إذن الحكومة يمكنها توفير الأمنين الأساسيين للحياة وللعمل، وهما الأمن الغذائى، والأمن الجنائى..
نعم.. كل القضايا والمحاور والملفات متشابكة ومترابطة.. لكن يمكن للحكومة أن تبدأ بما تستطيع تحقيقه ويلمسه المواطنون.
حفظ الله مصر وألهم حكومتنا الرشد والصواب