https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-5059544888338696

رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أدوية الإنترنت .. تقتل ولا تعالج

827

تعد زيادة الإعلان عن أدوية الإنترنت، ظاهرة خطيرة تنذر بكارثة صحية، خاصة فيما يتعلق بأدوية التخسيس وتفتيح البشرة، حيث ُتقبل الكثير من الفتيات والسيدات على شراء هذه الأدوية مجهولة المصدر والتى لا تخضع لأى رقابة.

 ويقع عدد كبير من المصريين ضحايا لتجار أدوية الإنترنت، على الرغم من وجود قانون مزاولة المهنة الذى يجرم بيع هذه الأدوية التى يحتوى بعضها على مواد  قاتلة على المدى البعيد وتسبب السكتة الدماغية، وبعضها يسبب مشاكل بالقلب، والبعض الآخر يسبب فشلا كلويا.

مى هارون

قال عضو لجنة الصحة بالبرلمان الدكتور سامى المشد: الأدوية التى تباع على الإنترنت غير مرخصة ولا توجد فى الصيدليات أو المستشفيات الحكومية لأنها مجهولة المصدر، والمصريون يقعون ضحايا تجار أدوية الإنترنت، وقانون مزاولة المهنة يجرم بيع هذه الأدوية وتعتبر جريمة جنائية ويفرض غرامات مالية كبيرة على من يتم القبض عليهم.

وأضاف المشد: قمت بإجراء تجربة شخصية لمحاولة الوصول لأحد تجار هذه الأدوية، وطلبت «أوردر» من إحدى صفحات التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وعندما وصلنى المنتج حاولت معرفة الشخص المسئول أو صاحب هذه الشركة، ولكن اكتشفت أنه مندوب يعمل فى شركة شحن وليس لديه أى معلومات عن صاحب المنتج، وبالتالى صعب الوصول إلى أصحاب هذه المنتجات الضارة.

وتابع: هذه الظاهرة تحتاج لرقابة صارمة، ولا بد من وجود دور لوزارة الصحة وهيئة الدواء والرقابة على التصنيع لأنهم المسئولون عن هذا القطاع لمحاولة إنقاذ المرضى ضحايا هذه الأدوية، كما نحتاج إلى توعية المواطنين بعدم شراء أى أدوية من الإنترنت، مضيفا أنه تتم مراجعة كافة تفاصيل الدواء المعروض من قبل الصيدلى وتخضع للرقابة، بينما أدوية الإنترنت لا يتم مراجعتها لأنها لا تخضع للرقابة.

وقال: بعض الأطباء خاصة أطباء التخسيس والتجميل ومراكز الخصوبة تمنح المرضى أدوية داخل العيادة وهذا غير مقبول وغير قانونى أيضًا، وللأسف لا توجد رقابة على هذه الأدوية والأطباء يقنعون المريض أن هذه الأدوية خاصة بهم، ولكنها من الممكن أن تؤدى لمضاعفات خطيرة.

وأوضح رئيس لجنة التصنيع الدوائى بنقابة الصيادلة الدكتور محفوظ رمزي، أن تداول وبيع الأدوية إلكترونيا أو عن طريق السوشيال ميديا ينقسم إلى 4 محاور رئيسية هى «صحى وتشريعى واجتماعى واقتصادي»، مؤكدًا أن ما يهم فى هذا الأمر هو المحور الصحي، ولكن المرضى يقعون ضحايا الترويج والتسويق الجيد لهذه المنتجات الضارة، فعندما يجد المواطن شخصية شهيرة تروج لمنتج معين وتقوم بشراء هذه المنتجات، وخاصة منتجات التخسيس، فيُقبل الكثير على شراء هذه المنتجات كما نشاهد الآن.

وأكد أن منتجات وأدوية التخسيس مشكلة كبيرة، لأن بعضها يعلن عن محتوى غير محتواها الحقيقي، وبعضها يكتب عليها من الخارج محتوى عشبي، ولكنه فى الحقيقة يحتوى على مواد ممنوعة من التداول، وتصبح مادة قاتلة على المدى البعيد، وتسبب السكتة الدماغية، وهى بالفعل تقوم بسد نفس المريض وتمنعه عن الطعام.

واستطرد: هناك شبكة عنكبوتية عبر الإنترنت، تقوم بالترويج للأدوية المغشوشة، وخاصة فى الدول الفقيرة التى لا يوجد بها رقابة على الأدوية، ولكن مصر الآن لديها هيئة الدواء المصرية معنية بهذا الأمر. متابعًا: هناك مادة أخرى تستخدم فى بعض أدوية التخسيس تسبب مشكلات فى القلب، وكان فى وقت قريب، يتم الترويج لدواء ادعت الشركة أنه يساعد على الإقلاع عن الترامادول، وكان يتم بيعه بقيمة 450 جنيها للعلبة، وهو فى حقيقة الأمر مهدئ يُباع فى الصيدليات الـ 20 قرصا منه بقيمة 4 جنيهات.

وحذر أستاذ الأمراض الجلدية الدكتور حمزة السيد، من انتشار حقن وأقراص التفتيح والتى تحتوى على مادة «الجلوتاثيون» عبر الإنترنت، والتى يتم استخدامها بغرض تفتيح الجسم كله، ولكن عند استخدامها بجرعات مكثفة فإنها تسبب مشاكل كبيرة على الكلى وتؤدى إلى الفشل الكلوي، مؤكدًا أن هذه الحقن والأقراص لم تتم الموافقة عليهما من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، وهى تستخدم بدون ترخيص.

وأضاف د. حمزة أنها منتشرة ويمكن شراؤها على مواقع الإنترنت، وأنه لا يتم وضع خطورتها فى الحسبان عند استخدامها على شكل حقن بالعضل أو الوريد، وبالرغم من أن الجلوتاثيون يعتبر من أهم مضادات الأكسدة الموجودة بالجسم بصورة طبيعية إلا أن الاستخدام الخاطئ لها يسبب مضاعفات بحسب د. حمزة، مضيفًا: حيث إن مادة الجلوتاثيون فى حد ذاتها مادة مضادة للأكسدة، وتخلص الجسم من المواد الضارة، وتكون له مخزونا طبيعيا بالكبد، إلا أن تناولها بجرعات مبالغ فيها عن طريق الحقن أو الوريد قد يؤدى إلى اعتماد خلايا الجسم على المصدر الخارجي، وبالتالى يتوقف إنتاجها من الكبد، كما أن الجسم يتخلص من مادة الجلوتاثيون عن طريق الكلى، وبالتالى فإن تناولها بجرعات مبالغ فيها قد يؤدى إلى حدوث فشل كلوى، هذا بالإضافة إلى ما يسببه الحقن الوريدى أو العضلى بمادة الجلوتاثيون، فى عدم وجود إشراف طبى إلى تلوث بالدم، ومضاعفات جسيمة ولا ينصح باستخدامه.

ومن جهته قال رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية الدكتور على عوف، إن ظاهرة بيع الأدوية عبر الإنترنت ظاهرة عالمية، والدولة المصرية تبذل مجهودا كبيرا للوصول إلى هؤلاء التجار وتجتهد للقضاء على هذه الظاهرة.

مضيفًا أنها أدوية مجهولة المصدر وقد تصنع تحت بئر السلم ولها أضرار جسيمة على الصحة ويجب تحذير المرضى أن القصة ليست تلوثا أو مضاعفات بسيطة فقط،  بل من الممكن أن تخسر حياتك بسببها.

 كما توجد آليات عديدة لمحاربة هذه الظاهرة من خلال تشكيل لجان لتتبع هؤلاء التجار، من خلال هيئة الدواء وحماية المستهلك ومباحث الإنترنت ووزارة التموين، ولكن أهم خطوة كما قال د. على عوف ويكون لها تأثير مباشر وسريع على الناس هى الإعلام. وأضاف: نريد من الإعلام كله وفى وقت واحد وبصوت واحد يتكلم عن هذه الظاهرة ويقوم بتوعية المواطنين بأضرار هذه الأدوية، وأن المكان الوحيد الآمن لشراء الأدوية هو الصيدلية لأنه مرخص ويخضع للجان تفتيش بشكل مستمر وعند رصد أى مخالفات ترسل للنيابة فورًا، مطالبًا بضرورة  توفير أرقام خاصة للإبلاغ عن بيع هذه الأدوية من حماية المستهلك ووزارة الداخلية.

ومن ناحيتها، قالت هيئة الدواء المصرية إن بعض أدوية إنقاص الوزن تباع عبر الإنترنت ومن الممكن أن تحتوى هذه الأدوية على مكونات ضارة وغير آمنة للاستخدام، ونصحت بعدم شراء الأدوية مجهولة المصدر المتوافرة عبر الإنترنت لأنها يمكن أن تسبب أضرارا صحية بالغة.

وتابعت: يجب التأكد من أن الأدوية المستخدمة مسجلة رسميًا بهيئة الدواء المصرية وذلك لضمان الحصول على دواء آمن وفعال.