صالون الرأيغير مصنف
عسل أسود.. فيها حاجة حلوة
By amrيناير 06, 2025, 15:59 م
282
ما لا يعرفه الكثيرون أن فيلم “عسل أسود” من بطولة أحمد حلمي، عن قصة وسيناريو وحوار خالد دياب واخراج خالد مرعي، والذى يمر هذه الأيام 15 عاماً على إنتاجه، قد واجه العديد من الاعتراضات، ووصل البعض لاتهام صُناع الفيلم بالإساءة لمصر، إلا أن الفيلم حقق جماهيرية عالية، لتصمت الأصوات التى كانت تطالب بمنع عرضه!
يروى الفيلم حكاية الشاب “مصرى سيد العربي”، القادم من الولايات المتحدة الأمريكية بعد غياب عشرين سنة عن مصر، يحمل معه أحلاماً وصوراً وردية عن المجتمع المصري، غير أنه يواجه واقعاً مراً، بسبب جواز سفره المصري، فيقرر إحضار جواز سفره الأمريكى لعل الأمور تتغير، غير أن هذه اللحظات تشكل واقعاً مريراً عليه، خصوصاً فى ثنائية التعامل بين الجانبين الرسمى والشعبي.
يصل “مصري” فى منتصف الفيلم إلى مفترق طرق، فيقرر الاهتداء إلى الذكريات التى عاشها سابقاً، فيعود إلى منزله القديم، ويقابل أصدقاءه القدامى، ويعيشون أوقاتاً سعيدة، يحاول أيضاً من خلالها إعادة جواز سفره الأمريكى الذى فقده فى إحدى المظاهرات المعادية لأمريكا، من أجل العودة إلى ما يعتبره وطنه الجديد، والخلاص من هذا الجحيم.
نهاية الفيلم بدت رومانسية للغاية، فمصرى يستعمل جواز سفره الأمريكى من أجل تغيير مسار الطائرة التى تقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للعودة إلى مصر، التى أدرك الآن أنها سكنت قلبه، وأن بإمكانه العيش فيها مدى الحياة.
الفيلم يظهر الاختلاف الثقافى بين مجتمعين، فعندما يسأل مصرى سائق “الباص” الذى أقله من المطار إلى الفندق عن أجرته، يجيبه الأخير بالقول: “خليها علينا يا أستاذ مصري”، فيعتقد مصرى أن ذلك حقيقة، فيهم بالسير بعيداً، ليفاجئه السائق بالقول: “انت صدقت
ولا إيه.. دى عزومة مراكبية”، وهو أسلوب يتعامل به المجتمع الشعبى كثيراً.
تميز سيناريو خالد دياب بخفة ظل وأسلوب غير تقليدى فى طرح القضية التى يتناولها الفيلم، وكان الثلث الأول من الفيلم أشبه بالمونودراما المسرحية حيث انفرد أحمد حلمى بالصورة الرئيسية، وبدت حوله العديد من الشخصيات بصورة هامشية، ومع ذلك لم يتسلل الملل للمشاهد بسب سلاسة الحوار وقدرات “حلمي” كممثل تلقائي.
وبرزت مهارات مدير التصوير سامح سليم فى التعبير عن المتناقضات التى صادفها “مصري” ورسم صورة ثرية بالظلال والإضاءة، وأضافت الموسيقى التصويرية للموسيقار عمر خيرت مساحة من الجمال والشجن للشريط السينمائي، وخاصة الأغنية الرئيسية للفيلم “فيها حاجة حلوة” من كلمات أيمن بهجت قمر وغناء ريهام عبدالحكيم، وحققت شهرة لا تقل عن الفيلم.
ويحسب للمخرج المتميز خالد مرعى قدرته على قيادة فريق من الممثلين ظهروا جميعاً فى أحسن حالاتهم، وخاصة “إدوارد” الذى قدم واحداً من أجمل أدواره، فضلاً عن تألق إنعام سالوسة ولطفى لبيب وإيمى سمير غانم والتى قدمت دوراً صغيراً لا يُنسى.