صالون الرأي
الفرار الإسرائيلي
By amrيونيو 30, 2025, 14:32 م
172
حاتم فاروق
رغم الإعلان عن توقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، فإن عمليات الفرار الواسعة من مواطني دولة الكيان مازالت مستمرة فى ظاهرة تشير إلى أي مدى يرتبط المواطن الإسرائيلي بأرضه ودولته التي تخوض حروب على مختلف الجبهات، ما جعل حكومة نتيناهو تمنع مغادرة البلاد إلا بموافقة مسبقة من «لجنة الاستثناءات»، التي تم تشكيلها سريعًا لمواجهة موجات الفرار والهروب الأخير.
وخلال حرب الـ 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، تحولت الحياة فى المدن الإسرائيلية إلى جحيم العيش داخل الملاجئ، وانقطاع السُبل أمام من يريد الفرار من هذا الجحيم بعد إغلاق مطار بن جوريون للمرة الأولى فى تاريخه، فيما لجأ البعض لإلقاء أنفسهم داخل قوارب للوصول إلى أقرب الموانئ الأوروبية، فى الوقت الذى كشف فيه مكتب الإحصاء الحكومي فى تل أبيب أن 81٪ من المغادرين ينتمون إلى فئة الشباب والعائلات.
مهما تفاقمت الخسائر الإيرانية من الضربات الجوية الإسرائيلية، فإن تداعيات العملية العسكرية على الجانب الإسرائيلى تكاد تكون «كارثية»، ليس من الناحية الاستراتيجية والعسكرية فحسب، بل امتدت إلى استحالة الحياة الإنسانية فى دولة الكيان الذي ينشر الفساد فى الأرض عبر تنفيذ خطط شيطانية لمحاصرة القوى العربية والإسلامية فى منطقة الشرق الأوسط.
أما الداخل الإسرائيلي فيشهد حاليًا جدلاً واسعًا حول حقيقة الخسائر التى تكبدتها الدولة الإسرائيلية نتيجة الضربات الصاروخية الإيرانية فى العمق الإسرائيلي، وسط اتهامات للحكومة والجيش بتعمد التعتيم، وظهور أصوات تشكك فى قدرتهما على حماية المدنيين، ما كان سببًا رئيسيًا فى تفاقم ظاهرة الهجرة العكسية وهي الفكرة التى قامت عليها الدولة الإسرائيلية.
وبعيدًا عن الدمار غير المسبوق الذى لحق بعدد كبير من المبانى والمناطق السكنية والمصافى النفطية والموانئ فى ضواحي تل أبيب وحيفا وبئر سبع، إلا أن توقف الحياة نهائياً فى دولة الكيان منذ بداية عملياتها العسكرية على إيران، سيكون العامل الحاسم فى إخضاع العدو المتغطرس واعترافه بهشاشة دولته العنصرية التى كشفتها الضربات الإيرانية العسكرية، وبات الكيان الخاسر الأول من الحرب لتتدخل ماما أمريكا فجأة وتعلن وقف النار لإنقاذ الابن المدلل من الهلاك المحتوم. المفاجأة الكبرى عندما استيقظت شعوب منطقة الشرق الأوسط على أخبار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد ساعات قليلة من ضرب قاعدة العديد فى قطر بطريقة لم تعرفها الحروب من قبل، وبدون خسائر بحسب الاتفاق الذي راعته قطر ووافق عليه كافة الأطراف.
الغريب أن كل أطراف الحرب الثلاثة أمريكا وإيران واسرائيل، يمتلكون قناعات بالانتصار فى الحرب، والأسباب التى تجعله منتصرًا، والحقيقة أن الجميع خرج من هذه الحرب الحمقاء منهزما دون تحقيق أى طرف للأهداف التي سعى إليها قبل بدء العمليات العسكرية.
حمى الله مصر وشعبها العظيم